البحارة هناء السويسي: عندما تنتصر المرأة في مهنة الرجال
السيدة هناء تقاسمت مع البحر أحلك وأصعب فترات الزمن حين توفي زوجها ووجدت نفسها مجبرة على العمل لتربية أبنائها وتحمل مصاريف دراستهم وملبسهم. وبما أن البحر كان الملجأ الوحيد لسكان الجزيرة ومورد رزقهم، كرست ''أمي'' هناء وقتها في اصطياد ''القرنيط'' و''الشوابي'' واستطاعت بفضل العزيمة أن تنجح في مهنة شاقة تتطلب قوة بدنية ''رجالية''.
4 نساء ورجل اكملوا جميعهم التعليم العالي وانخرطوا في مسيرة مهنية ناجحة بفضل والدتهم التي انهكتها مهنة البحر ولكنها والى غاية اليوم تحس باختناق شديد فور مغادرتها الجزيرة وتهرول راجعة الى ''متنفسها'' وبحرها.
شح البحر وقلة موارده خلال السنوات الأخيرة لم يمنع السيدة هناء من مواصلة مهنتها حتى للظفر بعشائها من الشاطئ. فعدد قليل من ''الببوش'' او ''قرنيطة'' قد يكفيها لقوت يومها بما انها لم تعد قادرة في وقت تجاوزت فيه السبعين سنة على مصارعة الأمواج مجددا رفقة ''الكانوطة''.