الأكثر مشاهدة

23 12:34 2024 أفريل

يدخل النادي الإفريقي مواجهة كلاسيكو يوم الاحد امام النجم الساحلي بعدة غيابات لأسباب مختلفة 

على المباشر

ساعة سعيدة
الجو٫ الربح 🎊 ٫ وأحلى لمّة تلقاوها ديمة مع #جعفور في #ساعة_سعيدة كل يوم على #ديوان_اف_ام من الاثنين للجمعة من التسعة ونصف حتى لنصف النهار .. ابتداء من يوم الاثنين 11 سبتمبر 2023 ..
تنشيط
افكار

مقال رأي بقلم الصحفي الأمين عبد الدائم: الزطلة.. من أجل مستقبل أفضل!

:تحديث 26 16:49 2021 فيفري
الأمين عبد الدائم
من مظاهر التحولات العميقة التي طرأت خلال السنوات الأخيرة على الشخصية التونسية الأصلية والجميلة هو تقبل الجريمة بصدر رحب، وبأذرع - وأشياء أخرى- مفتوحة، والدفاع عن المجرمين (حتى المورطين في جريمة إرهابية)، ولعن جد والدين من يسمي الأشياء بأسمائها.

رأينا ذلك في إحدى الحالات خلال اليومين الماضيين..

ورأينا حالة أخرى قبل بضعة أسابيع حين الحكم بثلاثين عاما سجنا على بعض الشبان المتعاطين للزطلة (القنب الهندي، بلغة تقارير البوليسية)، وهو حكم مبالغ فيه بلا شك، والأكيد أنه ستتم مراجعته وتخفيفه..

في هذه المناسبة السعيدة الأخيرة، ثار نقاش حضاري راق وبديع على هذا الفضاء، سار كثيره في الحقيقة في اتجاه واحد: الدفاع عن الشبان المتعاطين، والتهوين من شأن الجرم الذي أتوه، وذهب بعض العارفين بالصواريخ (موش متاع سعيّد) إلى التساؤل أصلا عن المخاطر التي تمثلها الزطلة بالنسبة للمجتمع!

وكان لا بد لهذا النقاش أن يؤول في النهاية إلى الرأي الذي صدعت به شابة مهذبة على واحدة من قنوات المجاري، بقولها إن استهلاك الزطلة مطلب شعبي، وأنها تدعو إلى تقنينه، وعلى الدولة أن تتولى بيعها بنفسها، واستغلال عائداتها... للرفع من جودة التعليم!.

 ونحن قصتنا قصة مع الزطلة منذ زمن الاستعمار عندما انتشر  "التكروري" نارا في الهشيم، حتى كان يقدم علنا في المقاهي.. ورغم أنه اختفى تقريبا مع دولة الاستقلال، إلا أن صفة "التكارري" ظلت تلاحق كل مدمن على أي "حشيشة" كانت، بما في ذلك السجائر أو الخمر، ولم يكن اللفظ بأي حال يحمل أي محمل إيجابي.

اليوم، ومع خيبتنا في كل شي، يعود التكروري في ثوب الزطلة وتوابعها المتحورة من حبوب ومخدرات مختلفة، وقد استشرت ترويجا واستهلاكا خلال العشر الأواخر، وباتت لها عصابات شبيهة بكارتيلات "إيسكوبار" و"إل تشابو"، في أمريكا اللاتينية، وأضحت تباع في العلن، تقريبا.. في المقاهي، والملاهي، والجامعات، وأمام المعاهد، والكولاجات، وحتى المدارس الابتدائية.

ومنذ أن استفحلت الزطلة والحبوب المخدرة التي لم يجرؤ أي مسؤول قذر أو "نظيف" أن يقترب من ملفها، لتشابك وخطورة المافيات التي تقوم عليها استيرادا وترويجا، رأينا أصنافا مروعة من الجرائم، وعمليات قتل واغتصاب وتمثيل بالجثث كنا نعتقدها خيالا في الأعمال الدرامية. اغتصاب للمحارم، وللأطفال الصغار، ولعجائز التسعين، وقتل للوالدين بمطرقة، وذبح من أجل موبايل أو حفنة دينارات، وتشويه لجثث الضحايا ورميها في حفر على الطريق، أو في مزبلة، أو في مجرى ساقية صرف صحي.. هكذا أمام المارة، وقرب مراكز الشرطة!.

ورغم أن الجميع، سوى المكابرين، يدركون بشاعة هذه الجرائم المستجدة، من حيث شكلها على الأقل، على المجتمع التونسي (العنيف بطبعه)، إلا أن أصواتا صادحة تجندت على هذا الفضاء الأزرق، وعلى قنوات المجاري، وعلى الإذاعات الأولى في الفساد، وعلى المواقع البالية، بل وانخرط حتى الإعلام العمومي في الكرنفال، كما حصل مع بعض البرامج الإذاعية، في جوقة تدعمها بعض منظمات المجتمع المدني (التي تصيبها عادة حكة في الدبر بسبب ما تسميه بقضايا الأقليات!!)، للدفاع عن الزطلة (وضمنيا كل أصناف المخدرات) ومستهلكيها، وضرورة تغيير القوانين المتصلة بها فورا، بما يمنع سجن المتعاطين لها (طبعا هناك نقاش ابيستمولوجي مستمر بين فلاسفة الفيسبوك حول مفهومي التعاطي والاستهلاك!). 

أدرك أن كلامي لن يعجب كثيرين، وهذا آخر همي.. ولأنني أدرك قبل ذلك أن خيبتنا كبيرة، فإنني لن أتفاجأ بشيء.. فنحن رأينا في هذه السنوات العشر ما لم يعد بإمكان أحد أن يأتينا بأمر يفاجئنا به!.. ومع ذلك، لا أعتقد أن البوصلة ضاعت إلى الحد الذي ستصبح معه الزطلة حقا دستوريا، ومطلبا شعبيا، وتعاطيها يمثل انخراطا في الحداثة، بل وعملا وطنيا بما أنه سيدر الأموال لإصلاح التعليم، كما قالت تلك الشابة المهذبة على تلك القناة الوقحة!.

تماما مثلما لا أعتقد أن البوصلة ضاعت إلى الحد الذي يدعونا فيه البعض إلى أن نسلم أمرنا للشباب المراهق ليرسموا لنا طريق الخلاص، وبناء الوطن، ونكتفي نحن بالتصفيق لهم من الشرفات، أو بأن نتبعهم من وراء، ننثر الماء على خطاهم، ونعجعج البخور، ونهلل لهم ونبارك جهودهم!.

أنا لست ممن يقللون من شأن الشباب في بناء الأوطان، فهو طاقة عمل وعلم، إن توفرت، كانت وقودا لتنهض بشعوبها، وتغير مصائرها.. لكنني لست أيضا من المبالغين في نفخ صورة الشباب بحيث أنه هو الوحيد الذي يصنع المستقبل، وبدونه، يجدر بنا أن نسرع للمقابر لندفن أنفسنا أحياء!.. يجب ألا تأخذنا العزة بالاحتجاجات، فنغفل عن أننا في تونس الفوضى الثائرة بلا توقف، أمام شريحة لا بأس بها من المنخرطين في عالمي الجريمة والإرهاب، وأخرى من اليافعين الذين بلغ عدد المتسربين بينهم من المدارس، خلال العشر الأواخر فحسب، مليون تلميذ، وأن الذين يبلغون اليوم من أعمارهم عشرين عاما أو يزيد قليلا لم يدرسوا فعليا منذ عشر سنوات.. فإن أنت أحصيت عدد الأيام التي جلس فيها الطلبة والتلاميذ إلى أساتذتهم منذ عام 2011، لن تظفر بأكثر من سنة دراسية واحدة، وذلك بفضل إضرابات الدفاع... عن المدرسة العمومية!.

ومع ذلك، لا تنسوا أن هناك، في هذا مشهد العبث السيريالي هذا، من حصل على العلامة الكاملة في الفلسفة، وهو ما لم يحلم به حتى المرحوم نيتشه!. وهناك أيضا من جاوز معدله العشرين في امتحان الباكالوريا!.. علما وأن غالبية الحاصلين على هذه الشهادة لا يحسنون كتابة كلمة "باكالوريا" بالفرنسية، وبعض أصحاب الدكتوراه يقصدون كاتبا عموميا ليخطّ لهم طلب توظيف!.. ولكم في كتابات فيسبوك ما يكفي من مضحكات مبكيات في كم الضحالة التي بلغها الشعب الكريم.. المتعلم!.

لكن..

في مقابل ذلك الوضع العلمي والتعليمي المتداعي، لا بد من الاعتراف بأن قطاعا واسعا من شبابنا برهنوا على تألقهم في فنون السرقة، ورياضة البراكاجات، كما أثبتوا براعة لا تضاهى في المبارزة بالمطاوى والسيوف، ودراسة طوبوغرافيا الشوارع التي حولوها إلى فضاءات للهواجس والخوف، ووسائل النقل العام التي أصبحت علبا مغلقة يسودها الرعب، يهان فيها المسافرون من قبل منحرف حقير،  وتنتزع فيها حقائب النساء، وحليّهم، من قبل نشال قذر، تحت التهديد والابتزاز!

لذلك..

لكم أن تجمعوا الأصوات لهاشتاغاتكم كما تريدون.. ولكم أن تحشدوا من شئتم لتحركاتكم (التي أخشى أن يكون هناك من يحركها) ضد قانون تجريم الزطلة وأخواتها، ولعلكم ستربحون هذه المعركة، فالسلطة نفسها لا تطلب أكثر من ذلك.. بل ستسعد كثيرا بأن تحول شعبا بأسره إلى كمشة مساطيل، وقد كان الباجي قايد السبسبي سباقا في التقاط تلك اللحظة التاريخية، لولا أن اختطفته يد للمنون قبل أن يبدل القانون!.

ولنا أيضا في القذافي درسا قريبا وحيا، حين علم بأنه هالك لا محالة، فانتقم من شعبه بأن أغرق ليبيا بجبال من حبوب الهلوسة، ليترك اللجان الثورية تأكل لحوم اللجان الشعبية، والسود ينهشون السمر، والقبائل تلغ في دماء بعضها البعض، بينما لا تزال تجارة تلك السموم مستمرة عندنا، وعندهم، وفي الصحراء الكبرى.. حتى اليوم!.

 من المؤسف أنه، بدل أن تقرأ دعوات للاحتجاج والتظاهر ضد كارتيلات المخدرات الذين يخربون البيوت، ويتسببون في سقوط الضحايا، ويحيكون مؤامرة مدمرة تكاد تأتي على مجتمع بأكمله، تجد حملة شعواء من أجل السماح باستهلاك الزطلة، بل وتوفيرها من قبل الدولة نفسها، وإبطال قوانين العقوبة الخاصة بها!.

ومع ذلك.. لن تضيع البوصلة.. ولن تكون الزطلة مطلبا شعبيا، وإن كسبتم، فهي فقط مطلب مجتمعها الخاص بها، الذي لن يصلح نفسه فما بالك أن يصلح وطنا.. وستظل، بالنسبة لي، مادة خطيرة مثلها مثل كل المخدرات، وجب حظرها، وتسليط ما يردع من عقوبات على مورّديها ومروّجيها ومتعاطيها..

واللي حاجتو بصاروخ، يديرو في عشاه...

الصحفي الأمين عبد الدائم

 

 

كاتب المقال La rédaction

كلمات مفتاح

آخر الأخبار

منذ دقائق 3

افادت الإعلامية خلود المبروك مقدمة برنامج 90 دقيقة بإذاعة "إي أف أم" أن الإستماع لها من قبل الفرقة المختصة للحرس الوطني بثكنة العوينة تواصل لمدة 10 ساعات بعد ما تم الاستماع للممثل القانوني للإذاعة حامد السويح وذلك في علاقة بتصريحات الوزير الأسبق مبروك كرشيد والمحامي سمير ديلو في ظل سريان قرار منع التداول الإعلامي في قضية التآمر

منذ دقيقة 47

‏‏يشهد طقس اليوم الخميس سحبا عابرة بالشمال و يكون مغيما جزئيا ببقية المناطق وفق المعهد الوطني للرصد الجوي

منذ دقيقة 55

قال مدير معرض تونس الدولي للكتاب محمد صالح القادري إن الكتيب الذي يحمل عنوان ''سين وجيم الجنسانية'' الذي تم توزيعه بالمعرض وهو في شكل حوار بين ابن ووالديه ، موجود في جناح منظمة الأمم المتحدة وتم كتابته باللغة الدارجة التونسية و يهتم بموضوع التربية الجنسية للطفل