ترامواي صفاقس: عندما تقابل النجاعة بتشكيك غير مبرر
المصادقة على الدراسات التمهيدية تكتسي أهمية بالغة في مسار تجسيم أحد أكبر المشاريع وأكثرها تعقيدا في علاقة بالخصوصيات العمرانية لمدينة صفاقس وتراكمات السنوات من أخطاء وتجاوزات.
تكمن الأهمية في ثلاث مستويات :
1 المصادقة على الخيارات الفنية النهائية لإدماج جميع مكونات الخط، والشروع في إعداد كراسات الشروط لتنظيم طلبات العروض للأشغال واقتناء المعدات والتجهيزات،
2_ الشروع في التدخلات الخاصة بتحويل الشبكات وتحرير حوزة المشروع،
3_ ضبط الكلفة المالية لجميع مكونات المشروع كشرط لاستكمال اتفاقيات التمويل، المتقدمة بشكل واضح وملموس. بالتوازي مع ذلك، وتفاعلا مع مخرجات الاستشارة العمومية، على الرغم من محدودية عدد الاعتراضات المضمنة بالسجلات ( 41 مشارك على امتداد شهر عكس التفاعلات على الفضاء الافتراضي)، تمت الاستجابة لجميع المقترحات رغم انعكاساتها المالية، وأهم القرارات المتخذة بالتوازي مع المصادقة
: 1_ الموافقة على توسعة ممرات السيارات في الاتجاهين، رغم القناعة بأن ما قدم يعتبر مقبولا وفق معطيات علمية، لكن تمت الاستجابة لضمان مقبولية المشروع في خطه الأول وفي انتظار ملامسة المواطنين لأهميته ونجاعته بعد دخول الخط الأول حيز الاستغلال، علاوة على تطور مؤشرات الترابط والتكامل مع الدخول التدريجي لمختلف مكونات الشبكة،
2_ الإذن بإعداد كراسات الشروط لتنظيم دراسات منفصلة لتمديد الخط إلى مستوى المرافق التربوية والصناعية من جهة الشيحية، لتفادي تعطيل مسار إنجاز الخط الأول في صيغته الحالية، 3_ إقرار الفرضية الثالثة لتهيئة مفترق باب الجبلي من خلال إنجاز نفقين في الاتجاهين للسيارات وإعداد مفترق ثان مجاور، بما يسمح باستيعاب نسبة كبيرة من تدفق السيارات وتطوير ممرات المترجلين علاوة على تسهيل إدماج الخط الثاني الذي يتقاطع مع الخط الأول في مستوى باب الجبلي،
4_ إنجاز ممرات للمترجلين في المفترقات والتقاطعات التي تتميز بكثافة حركة المرور والجولان،
5_ تعويض الخط الثالث الرابط بين سيدي منصور وطينة عبر وسط المدينة الذي كان مبرمجا في صيغة حافلات ذات جودة عالية وإقراره في صيغة ترامواي بالاعتماد على مؤشرات تطور النقل والتنقل،
6_ الإذن بتعميق الدراسات حول توحيد أنظمة الاستخلاص بين مختلف وسائل النقل العمومية لضمان التكامل بينها وتسهيل استعمالها باعتماد نظام تذاكر موحد.
7_ تنظيم جلسة عمل خلال الأسبوع القادم تحت إشراف وزير النقل وتضم جميع الأطراف المتدخلة للحسم في أنجع الفرضيات لتهيئة المحطة المتعددة الوسائط ولربط منطقة تبرورة بوسط المدينة.
8_ تأكيد جميع الأطراف على اتخاذ جميع الخيارات والإجراءات الكفيلة باحترام الروزنامة المعلنة. جميع هذه الإجراءات تعتبر مكسبا مهما للمشروع وتمثل تطويرا ملموسا لمكوناته ومضامينه بما يدعم مقبوليته وملائمته لانتظارات المواطنين. كل هذا ولا يزال البعض مصرا على التشكيك، علاش، لمصلحة شكون، يفترض أن جميع المبررات التي هوجم على أساسها المشروع قد تم تحييدها كليا، فالشركة أوفت بوعودها، لم تغالط أحدا إلى اليوم، ملتزمة بالروزنامة، بمقاربة تشاركية غير مسبوقة، فأين المشكل،؟؟؟؟؟ ما الذي يدفع في مدينة ترفع شعار التهميش إلى مهاجمة أكثر المشاريع تقدما وأكثرها مردودية على مستقبل المدينة !!!!! هاجمونا عندما نتأخر، ولا تستبقوا تأخيرنا، وكأنكم تشرعون له. _ عندما تأسست الشركة، قيل شركة قبل المترو وكأنه سينزل من السماء، وطالب أكثر المنددين بالمركزية بترحيل المشروع ليدار من تونس!!!! _ عندما أعددنا ملفات طلبات العروض لإنجاز الدراسات، قالوا ماذا يفعلون مقابل أجورهم، في حين أننا ملحقون، وتم استكمال الصفقة في آجال قياسية، انطلقت الدراسات بعد أسبوع من إمضائها، فقلتم لن تنتهي، وهي مجرد وهم للانتخابات البلدية، _ انتهت الدراسات وخرجت النتائج وتم تجسيمها، فقالوا مجرد صور، وركز الجميع على مشكلة الخمسة أمتار في جزء من الخط لا يتجاوز ثلاثة كيلومترات، نظمنا استشارة عمومية غير مسبوقة من حيث عدد الاجتماعات وعدد نقاط الاعتراض والحملة التحسيسية التي رافقتها، فقيل شكلية ولن تأخذوا بآرائنا، وفي الأخير لم يتجاوز عدد المعترضين في السجلات الأربعين، _ تم إنجاز التقرير بمشاركة ممثلين عن المجتمع المدني، ضمانا لشفافية التقرير، وتم نشر التقرير للعموم وإرفاقه بجميع المؤيدات، وتبنت الشركة جميع المطالب رغم محدودية المشاركين، _ حرصت الشركة على تشريك ممثلين من المجتمع المدني في جلسة المصادقة واستدعت المساندين والداعمين والمشككين والرافضين، وجميعهم من أشرس المدافعين على الجهة، كي لا نتهم بالتوجيه، وتمت المصادقة على جميع المقترحات وأكثر مما كان متوقعا،،،، _ انتظرنا تثمينا لهذا المسار المرهق، فتعالت كالعادة بعض الأصوات المشككة مجددا، كم كانت فرحتنا ونحن نغادر القاعة لأنها توجت مجهودات ثلاث سنوات من العمل المتواصل بفريق محدود، مجهودات لا يعلمها من يجلس وراء جداره الفايسبوكي ويتمتع مع عائلته بعطلته الصيفية،،،، _ ما الذي يجب أن ينجز ليقتنع الجميع بجدية ما ينجز، أظن أن الرفض والمقاومة انحصر الآن في مستوى تضارب المصالح مع المشروع، حمدا أنها أقلية وأن الغالبية مقتنعة اليوم بجدية العمل المنجز، سنجيب كالعادة بالعمل والنتائج لكن هذه التوضيحات تستنفذ جزءا كبيرا من طاقات الفريق وحماسته، كان من الأجدر توظيفها في ما هو أهم.
#ترامواي_صفاقس_مشروعنا_الناس_الكل
