صفاقس: عندما تبعث الحياة في 'الخردة'
عمر دربالة تبنى منهجا مخالفا...استنجد ب'الخردة' ليربط معها علاقة حميمة...لتصبح بين يديه صلصالا او طينا يشكله على هواه و مزاجه في ورشته بمنطقة اللوزة من معتمدية جبنيانة تجربته في مهنة الحدادة و حسه المرهف المستلهم من عالم الشعر المهووس به، جعلا من عمر دربالة فنانا تشكيليا عصامي التكوين تخرج من بين انامله المبدعة مجسمات نحتية تكاد تنطق بمطرقة و ازميل و مبرد و الة لحام للمعادن و قطع 'خردة' مهملة...
و بصبر لا يعرف الكلل و إرادة لا تعترف بالملل، يحول عمر دربالة 'الخردة' الميتة الى مجسمات تعج بالحياة مسامير و أجزاء دراجات و سيارات قديمة و حجارة و غيرها من المواد الصلبة يتعامل معها بدقة و ذكاء ليكوّن اشكالا فنية فريدة و مجسمات تجريدية لحيوانات و حشرات و معدات لتزويق المنازل...تعكس كلها امتدادا حضاريا للفن التشكيلي و رغم ما اعتبره تهميشا ماديا و معنويا للحرفيين و المبدعين،
يؤكد عمر دربالة إصراره على مواصلة المشوار في عالم الفنون من منطلق حبه، و على امل المساهمة في تهذيب الذوق العام