"إفريقي بودكاست": خطوة جديدة نحو الشفافية وإنقاذ النادي من أزمته المالية

في حديثه، أشار الدكتور محسن الطرابلسي إلى أن الهيئة المديرة تم تشكيلها في وقت دقيق، كان فيه النادي يواجه وضعًا كارثيًا في نهاية الموسم الفارط. وأكد أن العمل الفعلي للهيئة بدأ قبل الاستلام الرسمي للمهام، مستشهدًا بدور جمعية "السوسيوس" التي مكّنت النادي من تسوية مستحقات اللاعب علي يوسف وضمان بقائه في الفريق. كما شدّد على أن الأولوية القصوى كانت لتسوية الديون العالقة حتى تتمكن مختلف الفروع من الإعداد للموسم الجديد، مبرزًا أن النادي نجح في رفع عقوبة المنع من الانتداب، وهو ما ساعد على رؤية أوضح بخصوص الميركاتو. وعبّر عن امتنانه لجماهير النادي التي كانت دائمًا في الموعد، مؤكدًا أن الوضعية رغم تحسنها ما تزال صعبة بسبب شح الموارد، داعيًا الجماهير إلى الإقبال على الاشتراكات. كما وجّه شكره إلى الراعي الرسمي "فيرجي تشامبرز" على دعمه المستمر.
من جهته، كشف هشام المناعي، أمين المال، أن الهيئة ما تزال بصدد اكتشاف الوضعين المالي والإداري للنادي، مشيرًا إلى أن حجم الديون يفوق التقديرات الأولية. وقد بلغت قيمة هذه الديون نحو 14 مليون دينار، يُضاف إليها ما يقارب 2 مليون دينار من الانتدابات الجديدة، أي ما مجموعه 16 مليون دينار إلى نهاية جويلية. وأوضح أن كل فروع النادي كانت في وضع مالي حرج، واصفًا النادي بحالة "موت سريري" قبل تدخل الراعي الأمريكي الذي ضخ سيولة ساعدت في تسوية عدد من الديون وأجور اللاعبين. وأشار إلى أن بعض موارد النادي لا يمكن استغلالها بسبب الحجوزات، وأن رفع هذه الحجوزات يمثل أولوية قصوى حتى يتمكّن الفريق من استثمار موارده الذاتية. وبيّن أن التحدي الأبرز يتمثل في توفير 6 ملايين دينار قبل ديسمبر المقبل، عبر مداخيل الاشتراكات، والمباريات، ورفع الحجوزات.
أما الكاتبة العامة هاجر بكار، فقد تحدثت عن التقدّم المحرز في تسوية النزاعات، حيث تم إنهاء ثمانية ملفات مرتبطة بعقوبة المنع من الانتداب، إلى جانب نزاع يخص فرع كرة السلة. وتمكنت الهيئة من غلق ملفات بارزة تخص عدداً من اللاعبين السابقين، على غرار علي المثلوثي، لاري عزوني، نادر الغندري، زهير الذوادي، وآخرين، بمبلغ إجمالي قدره 2.077 مليون دينار. كما تم رفع أربع حجوزات، في حين توجد ثلاث أخرى ما تزال في طور المعالجة القانونية. وأكدت بكار أن الهدف الأول المتمثل في رفع عقوبة المنع من الانتداب قد تحقق، بينما تعمل الهيئة على تجنّب الدخول في نزاعات جديدة مستقبلًا، خاصة وأن النتائج تظل عاملًا حاسمًا في هذا الإطار.
هذه المبادرة الاتصالية الجديدة تعكس رغبة الهيئة المديرة في إرساء مبدأ الشفافية والانفتاح على الجماهير، وفتح نقاش عقلاني حول واقع النادي وتحدياته، بعيدًا عن الشعارات، مع التركيز على بناء استراتيجية متوسطة وطويلة المدى من أجل إنقاذ النادي من أزمته وإعادته إلى الطريق الصحيح.