الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.. عادات باقية وعصائد يتباهى بها التونسيون
وتتكون عصيدة الزقوقو أساسًا من حبات الصنوبر الحلبي التي يتم رحيها وخلطها بمادة الفارينة والسكر، ليتم طهيها بعد ذلك على نار هادئة، وتحرك باستمرار حتى لا تتخثر.
أسواق تتزين في المولد النبوي الشريف..
تبدو أسواق المدينة العتيقة بصفاقس على غير عادتها في الفترة الأخيرة، فعند دخولك من "باب الجبلي" تلاحظ حركية إعتاد عليها المواطن من موسم إلى آخر وتجذبك رائحة البخور المتأتية من كل زوايا المدينة.
فتجد على يمينك الباعة المتجولين يعرضون ما تيسر من الصنوبر الحلبي سواء المعلب أو الحبوب إضافة إلى أنواع مختلفة من المكسرات والفواكه الجافة والحلويات المعدة لتزيين العصيدة.
بضاعة معروضة والأسعار مرتفعة والمواطن متردد..
في المقابل، تلاحظ إقبال بعض المارة على الشراء فيما يكتفي البعض الآخر بإلقاء نظرة على الأسعار ويذهب في حال سبيله، ويبقى إقبال المواطن على الزقوقو بين مطرقة الغلاء وسندان التلذذ بالعادات الاستهلاكية.
وكانت لديوان أف أم جولة في الأسواق، فاعتبر البعض الأسعار، التي تتراوح بين 32 دينار للكيلوغرام الواحد وتتجاوز 40 دينار أحيانا، مشطة ولا تتماشى مع القدرة الشرائية.
وقالت إحدى المواطنات " لن أشتري هذه السنة الزقوقو فالأسعار مرتفعة وليست لدي القدرة على شرائه.. وسأكتفي بطبخ العصيدة العربي".
وتتكون "العصيدة العربي" التونسية من الفارينة أو الدقيق ويتم تزيينها بالسكر أو الزبدة أو الزيت.
وأفاد مواطن آخر "كان الكيلوغرام الواحد لا يتجاوز 18 دينار وبإمكان المواطن شراؤه ولكن اليوم تجاوز 35 دينار لمن سيقدر على شرائه؟".
ورجح عضو الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري حمادي بوبكر مؤخرا عدم تجاوز سعر مادة "الزقوقو" 35 دينارا عند البيع بالتفصيل مشيرا إلى أن الأسعار تتراوح بين 20 و25 دينارا عند الفلاح.
فيما أكد رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري محمد شلاغو، في تصريح لديوان أف أم، توفر مادة الزقوقو في الأسواق مؤكدا تواصل ارتفاع الأسعار التي تصل إلى حدود 34 دينار للكيلوغرام الواحد.
ولكن هل مازال التونسيون محافظين على عاداتهم ؟
ولئن ما يزال العديد محافظا على عاداته في المولد النبوي الشريف فإن الزمن وضع بصمته عليها، فلم تعد عصيدة الزقوقو المأكولة الوحيدة التي تميز هذا الإحتفال.
ومن الزقوقو اتجه المواطن إلى عصيدة البوفريوة والفستق واللوز والجلجلان وغيرها من العصائد التي صارت تزين موائد العديد من التونسيين.
وبعد أن كان المواطن في حيرة أمام شراء الزقوقو أو الاكتفاء بالعصيدة العربي التجأ البعض إلى طبخ أنواع متعددة من العصائد..
احتفالات القيروان.. طعم آخر للإحتفال
ولكن على الرغم من تعدد أشكال الإحتفال يبقى المولد النبوي الشريف عادة من عادات المسلمين.. ولعل ذلك يتجسد من خلال الإحتفال السنوي الذي تتميز به أقدم المدن الإسلامية في القارة الأفريقية وهي مدينة القيروان.
وانطلقت الإحتفالات بالمولد النبوي الشريف بداية من 15 اكتوبر وتتواصل الى 19 اكتوبر 2021 ويتضمّن عروضا صوفية وفقرات دينية ومحاضرات بالإضافة الى معارض اقتصادية وللصناعات التقليدية.