كتاب توظيف الذكاء الاصطناعي في الموسيقات المقامية: حوار مع الأستاذ لسعد الزواري
لسعد الزواري له مسيرة زاخرة ومليئة بالأنشطة والإنتاجات الموسيقية والفنية فمتى كانت انطلاقتها؟
أنا من مواليد 16 فيفري 1962 وأصيل ولاية صفاقس درست بالمعهد العالي للموسيقي بتونس وتحصلت على الدكتوراه من جامعة السربون في باريس كما تحصلت على التأهيل الجامعي من كلية الآداب بصفاقس وعملت أستاذ تعليم عالي اختصاص موسيقى وعلوم موسيقية وشغلت منصب مدير المعهد العالي للموسيقى في الفترة الممتدة بين 2017 -2020 .
اشتغلت ملحنا وعازفا على آلة الكمنجة وقمت بعديد المشاريع الفنية والموسيقية وافتتحت عدة مهرجانات على غرار مهرجان صفاقس الدولي و قرطاج الدولي وكذلك على المستوى الدولي ... قمت كذلك بعدة أنشطة فنية متنوعة خلال مسيرتي منها أساسا إصدار 6 كتب اهتمت في مجملها بالمخزون والتراث الموسيقي في مختلف جوانبه من قبيل كتاب "الطبوعة التونسية " الذي له منحى مغاربي وكتاب المقامات المشرقية ذو منحى مشرقي وكتاب الإيقاعات الموسيقية.
قدمت كتابا لأيقونة الغناء التونسي محمد الجموسي في 540 صفحة وجمعت فيه كل أعماله الموسيقية في الجزائر ومصر وفرنسا كما قدمت أيضا مقاربة فنية لنمط التلحين والغناء للفنان الراحل محمد الجموسي.
ماهي أهم مخرجات المؤتمر الدولي الثامن حول تحليل الخطاب الموسيقي "توظيف الذكاء الاصطناعي في تأليف الموسيقات المقامية ؟ ومن اشرف على تنظيمه ؟
من أهم مخرجات هذه المؤتمر التأكيد على اعتماد برمجيات التحليل الإعلامية التي تتطور بشكل كبير في لبنان و توظيف الذكاء الاصطناعي في تأليف الموسيقى المقامية لتثبيت الهوية الموسيقية التونسية المغاربية وقد نظم هذا المؤتمر مخبر بحث الاختصاصات المتداخلة في الفن والموسيقى والاقتصاد LARIDIAME بالتعاون مع المعهد العالي للموسقي وجمعية قدماء المعهد العالي للموسيقي وبمشاركة مخبر CERMA بلبنان و مركز البحث CAMS بفرنسا المختص في الرياضيات الطبيعية وحظر هذا المؤتمر حوالي 20 مشاركا من باحثين في الموسيقى و من اختصاصات مختلفة من كامل تراب الجمهورية ومن عدة دول على غرار فرنسا ولبنان ومصر والجزائر وليبيا .
ماهو الهدف من اصدار كتاب توظيف الذكاء الاصطناعي في الموسيقات المقامية؟
أردنا من خلال هذا الكتاب أن نبرز أن الذكاء الاصطناعي أصبح واقعا في تونس وفي العالم أيضا في مختلف الاختصاصات وفيما يتعلق بالموسيقى وسعينا إلى بيان العلاقة بين الموسيقى كمادة فنية وإنسانية وبين الحاسوب الذي يعرف بكونه آلة إلكترونية تعمل وفق معاير مسبقة .
وكانت المداخلات في هذا الكتاب متناقضة وهذا هو الهدف لأن الرؤى في هذا المجال مختلفة ومتكاملة وسيكون في قادم الأيام موجود في مختلف المكتبات وسعره 30 دينار .
يتسم عصرنا الحاضر بسيطرة التكنولوجيا وبحضورها في كل المجالات و لعلنا لا نبالغ عندما نقول بأن البرمجيات الخاصة بالموسيقى المقامية لم تتطور بالشكل المطلوب وهي تكاد تكون منعدمة فكيف يمكننا إذا طرح مسألة توظيف الذكاء الاصطناعي في تأليف الموسيقى المقامية؟
نرى من الوجيه أمام هذه التساؤلات أن نعمق النظر في هذا البحث الذي أعددت ورقته العلمية لارتباطه الوثيق بإنسانية الإنسان من ناحية وبالمسار التحديثي المحيط به الذي قد يهدد كيانه ووجدانه وذاكراته وهويته. وبالتالي فإن الاشتغال على موضوع التحليل والتأليف الموسيقي اعتمادا على البرمجيات الإعلامية والتطبيقات الخوارزمية يتطلب في تقديرنا التقيد على الأقل بالمراحل التالية:
التدقيق في تحديد المعايير الخاصة بكل نمط موسيقي وتعداد كل الجزئيات التي تعبر عن خصوصياته والحرص على تثبيت مرجعياته الموسيقية والثقافية، حتى لا نسقط في التعميم والتنميط .
ونشير هنا إلى الخطأ الجسيم المتواتر عند بعض الموسيقيين والباحثين الذين يكتفون بمعيار ربع الوقت لتحديد الفرق بين الموسيقى المقامية والموسيقى الكلاسيكية والقدرة على تحليل هذه المعايير باعتماد الحاسوب وإعداد منظومة إعلامية خاصة بالموسيقى المقامية تساهم ولو جزئيا في التحليل الموسيقي.
إعداد منظومة للتأليف الموسيقي بواسطة الحاسوب في أسلوب الموسيقى المقامية، واختبارها بشكل مكثف وأيضا الشروع في إعداد منظومة الذكاء الاصطناعي التي تمكن من تأليف الموسيقى المقامية بشكل فردي وبصفة مستقلة عن كل تدخل إنساني وغيرها من االمراحل.
بهيرة عوجي