اليوم العالمي للإذاعة: أي مكان للراديو في عصر التكنولوجيات الحديثة؟
أعلن المؤتمر العام لليونسكو في دورته الـ36 يوم 13 فيفري من كل سنة يوما عالميا للإذاعة كما حددت اليونسكو موضوع احتفالية هذا العام 2019 وهو "الحوار والتسامح والسلام".
والإذاعة هي وسيلة الإعلام الأكثر وصولا للجمهور في كل أنحاء العالم. وتعتبر وسيلة تواصل واتصال قوية تصل إلى المجتمعات النائية والفئات الضعيفة، وتتيح في الوقت ذاته منبرا للمشاركة في النقاش العام، بغض النظر عن المستوى التعليمي للناس. وفضلا عن ذلك تضطلع الإذاعة بدور كبير وخاص في التواصل في حالات الطوارئ وتقديم الإغاثة في حالات الكوارث.
تمكن الراديو، باعتباره وسيطا إعلاميا ذا تاريخ طويل، من الاستمرار على قيد الحياة والتأثير منذ بدء أول بث إذاعي في أوائل العشرينيات من القرن الماضي، وحتى حلول عصر المعلوماتية والتكنولوجيا الرقمية، وهو يعد الآن أكثر الوسائط الإعلامية جذبا للمستمعين في أرجاء العالم كافة من حيث وصوله إلى أكبر عدد منهم.
وتشير مؤشرات المتابعة والاستماع إلى أن الراديو بكل محطاته، ما يزال وسيلة لها بريقها تبدو وكأنها تتحدى الزمن بتطوره، فما زال الملايين يستمعون للموسيقى والأخبار عبر الراديو، في مناطق مختلفة من العالم، خاصة في المناطق القروية والبدائية، والتي تحتاج إلى وسيلة بسيطة، كما أن الراديو ما يزال يمثل وسيلة إعلامية للملايين، ممن يقودون سياراتهم على الطرق، إذ أنه ما يزال الوسيلة المثالية في السيارات.
وطرأت في الآونة الأخيرة تغييرات في الخدمات التي تقدمها الإذاعة
حيث غدت تعتمد على استخدام الوسائل التكنولوجية وتعتمد على الصورة والبث الحي وهي مرتبطة وجوبا بمواقع التواصل الاجتماعي.
وأصبح بإمكان المتلقي إلى الاستماع إلى مئات المحطات الإذاعية دون حاجة إلى مذياع، وذلك عبر الإنترنت، ومن خلال تطبيقات على أجهزة الهواتف الذكية، والأجهزة الإلكترونية المحمولة.
وتشير احصائيات اليونيسكو إلى أنه في عام 2016 تجاوز عدد مستمعي الإذاعة عدد مشاهدي التلفزيون ومستخدمي الهواتف الذكية وأنه توجد أكثر من 800 محطة إذاعية في البلدان النامية بينما نصف سكان العالم تقريبا (3.9 مليارات شخص) لا يزالون غير قادرين على الاتصال بشبكة الإنترنت.
فهل لا يزال للراديو مكان في عصر هيمنت فيه الإنترنت، وتوابعها من مواقع التواصل الاجتماعي والثورة الرقمية، على مجريات الحياة؟
وكالات
كاتب المقال La rédaction