3 ملايين مشاهد لحصة عبير موسي: ما حقيقة هذا الرقم ؟
هذه التدوينة لقيت رواجا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة في صفوف مناصري موسي الذين أعادوا نشر التدوينة كما نقلها البعض الآخر من السياسيين للتهكم على هذا الرقم على غرار النائب سيف الدين مخلوف رئيس كتلة ائتلاف الكرامة العدو اللدود لعبير موسي الذي اعتبر أن رقم 3 ملايين هو عدد المشتركين في قناة اليوتوب وليس المتابعين للحوار.
هل أن هذا الرقم صحيح أم لا ؟
للإجابة عن هذا السؤال يجب معرفة كيف يشتغل نظام قيس الجمهور في تونس وفي العالم.
المعايير الدولية لقيس الجمهور
يخضع نشاط قيس الجمهور إلى مبدأ قيام المؤسسات الاقتصادية ومؤسسات الميديا السمعية البصرية ووكالات الإشهار أحيانا بإنشاء مؤسسة تكون مستقلة عن كل الأطراف تدار بشكل تعاضدي وتعاوني لتوفير الإحصائيات بشكل علمي وصارم وهو المبدأ السائد في أوروبا والولايات المتحدة وفق ما أشار إليه الدكتور الصادق الحمامي في مقاله حول "هل يمكن أن نثق في إحصائيات قيس الجمهور؟"
وأضاف الحمامي أن تجارب قيس الجمهور تطورت منذ أربعينات القرن الماضي في كندا إلى أن استقرت الآن في شكل معايير متعارف عليها في المجتمعات التي تعرف صناعة سمعية بصرية مهنية ومتطورة. وتفيد هذه المعايير أن نشاط قيس الجمهور يخضع إلى عملية تنظيم صارمة نظرا لأهميتها.
أما في فرنسا فيعتمد هذا المبدأ على تكفل مؤسسة تعاونية منذ عام 1995 (www.mediametrie.fr) بعملية قيس الجمهوروفي بريطانيا نجدمؤسستين من هذا النوع واحدة تقيس جمهور الإذاعة (www.rajar.co.uk) وثانية تقيس جمهور التلفزيون (www.barb.co.uk). وفي كلتا الحالتين نجد مؤسسات الميديا السمعية البصرية العمومية والخاصة والمؤسسات الاقتصادية.
قيس الجمهور في تونس؟
توجد في تونس شركتان لقيس الجمهور ( ميديا سكان وسيغما كونساي ) تتنافسان في تقديم نسب المشاهدة أو الاستماع لمختلف وسائل الإعلام التونسية.
وفي هذا الإطار كشف مدير الإعلام في شركة ميديا سكان عبد الحق السلطاني أن نظام قيس الجمهور في تونس يرتكز على طريقتين الأولى من خلال الاعتماد على الاستجوابات المباشرة وتكون بأخذ عينة من الجمهور ثم تقسم حسب السكان في تونس (الجنس ،الفئة العمرية) يطرح عليها سؤال يتعلق البرنامج الذي سمعته في الإذاعة أو تابعته في التلفزيون في الليلة المنقضية.
اما الطريقة الثانية فتكون باستعمال الهاتف وتُأخذ نفس العينة وتكون مقسمة حسب الجمهور المستهدف.
وقال عبد الحق إن هناك طريقة ثالثة غير معتمدة في تونس وهي الاعتماد على آلة قيس تكون متصلة بجهاز التلفاز ومرتبطة بجهاز التحكم وبالانترنات وتمكن هذه الآلة الشركة من متابعة اهتمامات كل أفراد العائلة من برامج تلفزية.
وأكد أن هذه الطريقة مكلفة ولا تستطيع الشركة بمفردهاالقيام بهذا العمل لأنه يتطلب العديد من الأطراف وبالتالي لا يوجد في تونس نظام قيس جمهور بطريقة حينية يرصد الجمهور المتابع لبرنامج ما في الوقت الحقيقي.
ماذا يقول القانون في تونس؟
ينص الفصل 16 من المرسوم 116 على أن الهايكا تنظم قيس الجمهور من خلال"العمل على سن المعايير ذات الطابع القانوني أو التقني لقياس عدد المتابعين لبرامج منشآت الاتصال السمعي والبصري ومراقبة التقيد بها."
وقد أفاد عضو الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري (الهايكا) هشام السنوسي في تصريح أدلى به في شهر جانفي الفارط أن الهيئة ستحيل على أنظار رئاسة الحكومة مشروع قانون لإحداث هيكل مستقل « لقيس الجمهور » وأنه في غضون بضعة أشهر سيكون لتونس هيكل لقيس نسب المشاهدة والاستماع ،باعتماد التقنيات الإلكترونية.
وأضاف عضو الهيئة في تصريح لوات أنه على اثر موافقة رئاسة الحكومة على إحداث هذا الهيكل ،سيتم الانطلاق في طلب عروض دولي لاختيار الشركة التي ستقوم بتنفيذ القرارات المشتركة بين وسائل الإعلام والمستشهرين والمتعلقة بالمسائل التقنية لقيس الجمهور مضيفا أن الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري ستقوم بدور الملاحظ في هذا المجال .
وأكد عضو الهيئة أن الجهات المعنية بقيس الجمهور هما بالأساس وسائل الإعلام السمعية البصرية من جهة والمستشهرين موضحا أن الهيئة ستعمل على بعث هذا الهيكل بعد مناقشة التفاصيل البيداغوجية ومنهجيات القياس والحلول التقنية مع الجهتين المعنيتين.
لكن إلى حدود اليوم لم تتم المصادقة على قانون إحداث هيكل مستقل " لقيس الجمهور".
الرقم المعلن غير صحيح
وإزاء ما تقدم فإن الرقم الذي تم نشره في الفايس بوك وهو 3 ملايين متابع لبرنامج الرونفيدو غير دقيق إن لم نقل غير صحيح باعتبار أنه لا توجد حاليا في تونس آلية لقيس الجمهور بطريقة حينية.
أميرة مقني