إعلان تيانجين: قمة شنغهاي ترسم ملامح نظام دولي متعدد الأقطاب

وأكد الاعلان على التزام الدول الأعضاء ببناء عالم متعدد الأقطاب أكثر عدالة وتوازنا. وقد اعتمد القادة شعار القمة: "أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد" ليكون مرجعا للتوجهات المستقبلية للمنظمة.
وشدد الإعلان على البعد الاقتصادي والتنموي للتعاون، حيث أعلن عن إنشاء بنك تنمية خاص بالمنظمة لدعم المشاريع المشتركة، إلى جانب إطلاق منصة للتعاون في مجال الطاقة والتكنولوجيا الخضراء. كما فتح الباب أمام الدول الأعضاء لاستخدام نظام الملاحة الصيني "BeiDou" كخيار استراتيجي بديل عن الأنظمة الغربية.
وفي المجال الرقمي، أكد إعلان تيانجين على أهمية حماية السيادة السيبرانية وتعزيز التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن الإلكتروني، مع الدعوة إلى وضع معايير مشتركة للتعامل مع التحديات التكنولوجية المتسارعة. كما أولى الإعلان اهتماما خاصا بدعم دول الجنوب العالمي وتمكينها من لعب دور أكبر في صياغة نظام دولي أكثر إنصافا.
وعلى الصعيد السياسي، اتخذ الإعلان مواقف واضحة من أبرز الأزمات الدولية، حيث أدان الهجمات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية على إيران، داعيا إلى احترام أمن المنشآت النووية والاحتكام إلى الحلول الدبلوماسية. أما بخصوص القضية الفلسطينية، فقد دعا الإعلان إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وفتح ممرات إنسانية عاجلة، مؤكدا على أولوية التوصل إلى حل عادل يضع حدًا لمعاناة الشعب الفلسطيني.
وبهذا، يرسّخ "إعلان تيانجين" موقع منظمة شنغهاي للتعاون كإطار دولي بديل يسعى إلى موازنة النفوذ العالمي، ويعكس تطلعات أعضائها إلى نظام متعدد الأقطاب يقوم على العدالة والشراكة والتنمية المشتركة.