الظلام يهدد ليبيا بسبب النقص الحاد في إمدادات الوقود
وطلبت الشركة وهي الجهة المسؤولة عن تشغيل وصيانة منظومة الكهرباء الوطنية من النيابة العامة التدخل العاجل لضمان استمرار توفير كميات الوقود اللازمة، للحفاظ على استقرار تشغيل الشبكة العامة وتلبية احتياجات المواطنين من الطاقة، مؤكّدة أنها سبق ونبهت الجهات المعنية لا سيما المؤسسة الوطنية للنفط وشركة البريقة لتسويق النفط إلى خطورة الوضع عبر مراسلات عديدة.
وتعد شركة الكهرباء الجهة المسؤولة على تنفيذ المشاريع الكهربائية الجديدة وتوفير احتياجاتها من المواد والمعدات الى جانب تشغيل وصيانة محطات انتاج الطاقة وشبكة النقل وشبكات الجهد المتوسط والتوزيع.
وقالت إن "استمرار نقص إمدادات الوقود يُشكل تهديدًا حقيقيًا للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، لا سيما في فترة الذروة الصيفية حيث يتصاعد الطلب على الطاقة الكهربائية في ظل الأوضاع الحالية"، محذّرة من أن "أي نقص أو تأخير في الإمدادات سواء كان غازًا طبيعيًا أو وقودًا سائلًا سيتسبب حتمًا في انخفاض قدرات التوليد ويؤدي إلى قصور في تلبية الاحتياجات من الطاقة الكهربائية"، وفق ما نقل موقع الوسط الليبي.
ويعتبر إغلاق المواقع والحقول النفطية أمرا مكررا في ليبيا، خاصة في منطقة الجنوب الغنية بالنفط والفقيرة في الخدمات، بسبب الصراع السياسي على الثروة النفطية وعائداتها المالية. وعرف القطاع في الأسابيع الأخيرة انخفاضا في الإنتاج وصل الى أكثر من نصف إنتاج البلاد من النفط أو نحو 700 ألف برميل يوميا، بالتزامن مع الصراع بين الفصائل السياسية المتنافسة في الشرق والغرب للسيطرة على مصرف ليبيا المركزي وعائدات النفط.
ولم يتمتع البلد العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، باستقرار يذكر منذ الإطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي في 2011. وانتهى آخر إغلاق كبير، في 2022، حين أحل رئيس الوزراء الدبيبة في طرابلس فرحات بن قدارة الذي طالما اعتبر مقربا من قائد الجيش الليبي خليفة حفتر محل المخضرم مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط.
وفي صيف 2022 أدت أزمة انقطاع التيار الكهربائي إلى اندلاع احتجاجات شعبية في العاصمة طرابلس طالبت برحيل النخب السياسية كما ندّدت بتدهور الأوضاع المعيشية في ليبيا والتي تتجسد بالانقطاع المزمن للتيار الكهربائي الذي يستمر ساعات طويلة يوميا في ظل الحرارة الشديدة.
ووصل انتاج ليبيا من النفط إلى حوالي 1.8 ملايين برميل يومياً في عام 2008، قبل أن يتراجع إلى حوالي 100 ألف برميل بعد مقتل معمر القذافي عقب انتفاضة 2011. وظل الإنتاج متذبذباً منذ ذلك الحين، ليعاود الاستقرار عند حوالي 1.2 ملايين برميل يومياً في الأشهر الأخيرة.
(ميدل ايست)