تقرير يكشف تجسس أمريكا وألمانيا على 120 دولة طيلة عقود
و استنادا إلى وثائق من وكالة الاستخبارات الامريكية (سي آي ايه) ودائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية (بي.إن.دي.)، فان الشركة السويسرية الواقعة في مدينة 'تسوغ'، حققت ملايين الدولارات لصالح الوكالتين، ووفرت لهما ايضا القدرة على الولوج لاتصالات مشفرة في أكثر من 120 دولة طوال عقود
و كشف التحقيق أن شركة التشفير "كريبتو إيه جي" تربعت بعد الحرب العالمية الثانية على عرش قطاع بيع تجهيزات التشفير، إذ باعت تجهيزات بـ"ملايين الدولارات" لأكثر من 120 بلدا من بينها إيران و أمريكا اللاتينية، والهند وباكستان والفاتيكان...موضحا أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" اشترت سرا في العام 1970 شركة "كريبتو إيه جي" وذلك في إطار "شراكة سرية للغاية" مع جهاز الاستخبارات الألماني "بي ان دي". الذي انسحب من الشراكة في تسعينيات القرن الماضي
وبين التحقيق أن الوكالتين عمدتا إلى "التلاعب بتجهيزات الشركة بغية فك الرموز التي كانت البلدان (الزبائن) تستخدمها في توجيه رسائلها المشفّرة، وبهذه الطريقة تمكنت استخبارات الاستخبارات الامريكية و الألمانية من مراقبة أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية بطهران عام 1979، وتزويد بريطانيا معلومات عن الجيش الأرجنتيني إبان حرب (الملوين/فوكلاند)، إلى جانب تمكنهما من متابعة حملات الاغتيال في أمريكا اللاتينية، ومباغتة مسؤولين ليبيين خلال إشادتهم باعتداء على ملهى ليلي في برلين الغربية في العام 1986 أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين، وفق "واشنطن بوست".
ووفق ما ورد في التحقيق فإن الاستخبارات الأمريكية والألمانية تجسست لعقود على مسؤولي عدة دول من بيها تركيا، وإيران، وباكستان، والهند.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست لم ترغب كالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ولا جهاز الاستخبارات الألماني الإدلاء بأي تعليق حول التحقيق، من دون أن تنفيا المعلومات الواردة فيه.
واعتبرت الشركة السويدية "كريبتو إنترناشونال" التي اشترت 'كريبتو إيه جي' أن التحقيق 'يثير القلق' نافية وجود 'أي رابط مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وجهاز الاستخبارات الألماني
و من جانبها أعلنت السلطات السويسرية امس الثلاثاء انها فتحت تحقيقا في ما اعتبرت انها 'مزاعم' تشير إلى أن شركة كانت واجهة تديرها المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.ايه) والمخابرات الاتحادية الألمانية، ومكنتهما من كسر شفرات الدول التي تستخدم منتجات الشركة
كاتب المقال La rédaction