ماذا سيحدث في حال أغلقت ايران مضيق هرمز ؟

ويقع مضيق هرمز بين عُمان وإيران، ويشكل ممراً بحرياً حيوياً يربط الخليج العربي بخليج عُمان وبحر العرب.
ونظراً لكميات النفط الهائلة التي تعبر هذا المضيق، فإنه يتميز بكونه أهم ممر نفطي في العالم ،والأهم من ذلك، أنه نظراً لمحدودية الطرق البديلة لصادرات النفط من المنطقة، يتم ضخ ما يقرب من 90 في المائة من صادرات نفط الخليج العربي عبر مضيق هرمز.
وقد نقلت ناقلات النفط ما يقدر بنحو 20 مليون برميل يومياً عبر هذا الممر في عام 2022 ، وهو ما يمثل ما يقرب من خُمس شحنات النفط العالمية ،كما يمر عبره ما نسبته 20 في المائة من الغاز الطبيعي السائل.
فما هي أبرز تداعيات اغلاق مضيق هرمز ؟
وسيعيق اغلاق مضيق هرمز مرور أكثر من 20 في المائة من النفط، و30 في المائة من الغاز الطبيعي من دول الخليج إلى دول العالم.
وفي حال إغلاق المضيق، سيلحق ذلك أضراراً اقتصادية كبيرة بالدول المصدرة والمستوردة على حد سواء، مع صعوبة تمرير المنتجات النفطية والغازية، وبالتالي تصاعد أسعار الطاقة.
وقال الخبير الاستراتيجي الروسي أندريه أونتيكوف انه في هذه الحالة : «ستفقد خدمات ممر (الحزام والطريق) الذي تقوم عليه الصين، بجانب الممر التجاري في الشمال والجنوب الذي تعمل روسيا على تطويره وتنشيطه، ما يخلق أضراراً مباشرة لكل من بكين وموسكو».
ورأى أونتيكوف أن عرقة هذين الممرين التجاريين الصيني (الحزام والطريق) والروسي (شمال - جنوب)، سيفرز ضغوطاً على دول المنطقة في البحث عن العمل من أجل البحث عن ممر بديل.
ومن المنتظر أن يؤدي أي تعطيل لحركة الملاحة أو توقف في تدفق النفط إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط الخام، اضافة الى ارتفاع تكلفة النقل البحري للطاقة ما سيؤثر سلباً على الدول المستوردة للطاقة، خاصة الدول الآسيوية منها.
من سيتضرر من تعطل الإمدادات؟
تقدّر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن 82 بالمئة من شحنات النفط والوقود الأخرى التي مرت عبر المضيق كانت متجهة إلى دول آسيوية.
وكانت الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية أكبر المستوردين، إذ شكّلت هذه الدول الأربع مجتمعة حوالي 70 بالمئة من إجمالي صادرات النفط الخام والمكثفات التي تمر عبر مضيق هرمز، وبالتالي فإن أسواق هذه الدول هي المتضرر الأكبر في حال تعطلت الإمدادات.
كيف سيؤثر الإغلاق المحتمل على إيران ودول الخليج؟
إذا نفذّت إيران تهديدها وأغلقت مضيق هرمز قد تتدخل الولايات المتحدة عسكرياً، وذلك لأن الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في البحرين مكلف بحماية الملاحة التجارية في المنطقة.
وأي خطوة تتخذها إيران لعرقلة تدفق النفط عبر المضيق قد يهدد علاقاتها مع دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، وهي علاقات طالما عملت إيران على تحسينها بصعوبة في السنوات الأخيرة.
ومن ناحية أخرى، تعتمد إيران بنفسها على مضيق هرمز في تصدير النفط إلى عملائها، ما يجعل من فكرة إغلاقه أمراً غير مجدي بحسب خبراء.
( دويتشه فيله - الشرق الأوسط - وكالات)