المدخل الشمالي الجنوبي لصفاقس: مخاوف من استكمال المسار
و بخصوص المدخل الجنوبي يراقب المجتمع المدني بقلق الشروع في انجاز هذا القسط الثاني حيث عبر البعض عن خشيته من تعميق عزلة الساحل الجنوبي عن باقي المدينة عبر انجاز هذه الطريق السريعة الساحلية.
وفي هذا الإطار بين رئيس لجنة التهيئة والتراخيص العمرانية ببلدية صفاقس محمود قدورة أن المدخل الجنوبي سيكون في شكل طريق مهيكلة ستقع ربطها مع بقية الطرقات الموجودة في المدينة لتسهيل النفاذ الى باب الجبلي وبودريار و5 اوت وغيرها.
كما أشار المصدر ذاته إلى أنه سيقع ربط المدخل الجنوبي مع بقية الطرقات المنفذة على المناطق التي سيمر منها القسط الجنوبي على غرار طينة وطريق قابس مضيفا أنه لابد من اتخاذ بعض القرارات الموجعة من أجل القضاء على الاختناق المروري الذي تعاني منه مدينة صفاقس.
القسط الثالث: عقدة في مسار المشروع
وبالعودة الى القسط الثالث من مشروع المدخل الشمالي الجنوبي الذي يمثل المرحلة المعقدة إلى حد الان من المشروع لم يقع بعد الاتفاق بين مختلف الفاعلين في المشروع على المسار الذي سيسلكه وعلى خصوصياته الفنية
وفي هذا الإطار عبرالمختص في التخطيط الحضري توفيق مقديش عن قلقه من إمكانية اتخاذ هذا القسط لشكل طريق ذي سبيلين منفصلين على غرار القسطين الاخرين (الأول والثاني) وهو ما سيشكل خطرا داخل المدينة باعتبار أن السرعة تكون عادة قصوى داخل هذا النوع من الطرقات إلى جانب الضجيج الدائم الذي ستسببه حركة السيارات التي ستعبر المدينة داخل منطقة باب بحر التي تمثل متنفسا للمتساكنين .
كما أشار مقديش إلى معوقات عدة تقف حيال انجاز هذا المشروع من بينها الميناء والجسرين المتحركين في شط القراقنة والسكة الحديدية ومبنى الديوانة.
هذا ويطالب عدد من نشطاء المدني بصفاقس بالتخلي عن القسط 3 من المشروع بالإبقاء على وسط المدينة على حاله دون إحداث أي تغييرات من شانه عزل المدينة عن بحرها
هل يقع التخلي عن القسط الثالث ؟
فرضية الاكتفاء بإنجاز القسطين الأول والثاني فقط دون استكمال القسط الثالث تدعمها بقوة أستاذة التاريخ والباحثة في مجال التراث أسماء البقلوطي التي تطالب بعدم ربط المدخلين حتى لا يتم عزل مدينة صفاقس عن مينائها ولا يتم حرمان سكانها من مشاهدة بحرها مشيرة في هذا الإطار إلى ان المستثمر الأجنبي يحبذ المدن الساحلية وبالتالي انجاز القسط الثالث سيعمق من المصاعب التي تواجهها صفاقس في جلب المستثمرين جراء التلوث والانشطة الفسفاطية والملاحة وغيرها...
وفي هذا الإطار قدمت الدكتورة البقلوطي مقترح التمديد في مركز المدينة عبر التوسع في الاتجاهين من خلال تحويل محطات النقل بباب الجبلي باتجاه بداية المدخلين الجنوبي والشمالي عبر تحويل المحطات الخاصة ب سيدي منصور والسلطنية وحبانة من باب الجبلي باتجاه تبرورة في حين يتم تحويل محطات كل من طريق قابس وسكرة وطريق منزل شاكر باتجاه المدخل الجنوبي أي على مستوى الملاحة.
إلا ان المدير الجهوي للتجهيز لا يتبنى فكرة التخلي عن انجاز القسط الثالث من المشروع، مبينا أن المدخل الشمالي الجنوبي لمدينة صفاقس لن يكون ذا جدوى إلا باستكمال القسط الثالث حتى يصبح طريقا فعالا وممتدا على طول 27.3 كم دون انقطاع.
فهل سيحول التباين في وجهات النظر حول مسار القسط الأوسط من المدخل الشمالي الجنوبي إلى مشروعين منفصلين ؟
عمل صحفي: هدى الورغمّي