صفاقس: فلاحو العامرة يستأنفون نشاطهم بعد إخلاء المخيمات العشوائية

مع بزوغ فجر الأحد سابق بعض الفلاحين وقتهم للشروع في تحضير أراضيهم الفلاحية، التي أفضت حملة إخلاء المخيمات العشوائية الى استردادها، وفق ما صرح به عدد منهم لوكالة تونس افريقيا للأنباء.
تردد بعضهم في الحديث عما ٱل إليه الوضع الجديد عقب إخلاء أكبر المخيمات العشوائية في الجهة، مبدين بعض التحفظ خشية ان تنقلب فرحتهم باسترداد أرضهم الى امكانية عودة تركز بعض المهاجرين غير النظاميين.
وقال الفلاح محمد بريك ان الاضرار الفلاحية بمعتمديتي العامرة وجبنيانة تفاقمت في السنوات الأخيرة بسبب تكدس المهاجرين غير النظاميين لافتا الى ان هذه الحملة التي أفضت الى اخلاء المخيمات العشوائية بالجهة زرعت الشعور بالأمن بعد سنوات من "الغبن" عاشها الأهالي عبر السطو على ممتلكاتهم ونهبها.
وتابع قوله "عانينا الأمرين لم يكن بوسعنا ترك أبنائنا يذهبون بمفردهم الى المدارس مشيا خشية تعرضهم للاعتداءات"، مشددا في هذا الصدد على ضرورة ان تكون ازالة مخيمات المهاجرين في إطار حلول جذرية تستهدف عمق الأزمة وذلك بترحيلهم ومنع عودتهم من اقامة المخيمات.
من جهته وصف فوزي بن سالم وهو عامل يومي أصيل معتمدية العامرة، حملة اخلاء المخيمات العشوائية ب" الإيجابية"، مشيدا بالسلطات الأمنية التي قامت بعمليات الاخلاء في كنف التدخل الإنساني، حيث لم تشهد أعمال عنف في عمليات فض تجمع هؤلاء المهاجرين.
وأكد من جهة أخرى أن وضعية المهاجرين غير الشرعيين لم يكن من الممكن أن تتواصل في ظل تفاقم المخاطر الصحية المحيطة بالمخيمات العشوائية، مضيفا قوله "ليس بوسع معتمديتي العامرة وجبنيانة تحمل ما لا طاقة لهما به في إشارة الى آلاف المهاجرين غير النظاميين الذين وفدوا طيلة السنوات الماضية الى الجهة".
وبعودة الحياة الى طبيعتها في معتمديتي العامرة وجبنيانة بولاية صفاقس، يشهد محيط الاراضي الفلاحية حركية لنشاط الفلاحين مع غياب تواجد آلاف المهاجرين المبعدين وعلى شواطئ الجهتين تكدست بعض نفايات المراكب الحديدية التي كان المهاجرون يصنعونها وتشهد هذه الشواطئ غياب المهاجرين الذين كانوا منذ اسابيع من قبل انطلاق حملة اخلاء المخيمات العشوائية يترددون على محيطها.
وكان الناطق باسم الحرس الوطني حسام الدين الجبابلي قد أكد ان هذه الحملة ستستمر الى غاية ابعاد كل المهاجرين غير النظاميين عن جميع الممتلكات الزراعية الخاصة للفلاحين مؤكدا ان فض هذه المخيمات العشوائية جرى دون مناوشات.
وأفضت هذه الحملة التي انجزتها قوات الحرس الوطني والأمن العمومي الى تفكيك أكبر محتشد للمخيمات في هنشير 24 بقرية الكتاتنة التابعة لمعتمدية العامرة وكذلك في مخيم بن فرحات الواقع بالمعتمدية ذاتها، وكذلك بمخيمات أخرى مجاورة تضم في محيطها حوالي 20 ألف مهاجر غير نظامي تجمعوا طيلة سنوات الى جانب احتجاز عدد من هؤلاء المهاجرين الذين يتواجد المئات منهم في السجون بسبب اقترافهم لتجاوزات غير قانونية ينتظر ترحيلهم في الفترة المقبلة.
وللإشارة استجابت الحملة لشكاوى تقدم بها فلاحون توجهوا الى السلط الأمنية من أجل استرداد أراضيهم الفلاحية الخاصة التي تحولت طيلة السنوات الأخيرة الماضية الى مواقع يحتكر استغلالها المهاجرون من دول جنوب الصحراء كمواقع لبناء مخيمات عشوائية بمعتمديتي العامرة وجبنيانة.
وقد ركزت هذه الحملة التي قوبلت باستبشار الفلاحين بمعتمدية العامرة وجبنيانة على الجوانب الإنسانية، واستمر التحضير لإطلاقها عدة اسابيع حيث اهتمت في أول اجراءاتها بمفاوضة المهاجرين غير النظاميين والتواصل معهم ودعوتهم الى اخلاء المخيمات العشوائية.
وطمأن قادة أمنيون السكان المحليين، بأن الحملة ستستمر بلا هوادة على ان تشهد في الفترة المقبلة تكثيف عمليات الترحيل الطوعي للمهاجرين غير النظاميين بالتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة، مشددين، على ان تفكيك أكبر محتشد للمخيمات العشوائية يهدف الى ابعاد المهاجرين غير النظاميين عن جميع الممتلكات الفلاحية الخاصة.
(وات)
كاتب المقال La rédaction