صفاقس : بيك فيل بين الماضي والحاضر

يقع حي بيك فيل غرب المدينة العتيقة بصفاقس حيث تمتد من شارع 18جانفي نحو الغرب بحوالي كيلومتر ونصف تقريبا, ومن شارع الشهداء شمالا الى البحر جنوبا, وهو من المناطق التي استحدثت في اواخر القرن الماضي.
تعود تسمية الحي بيك فيل حسب الباحث في التاريخ وجدي الرخيص صاحب كتاب ''تاريخ صفاقس القديم من تفرورة القرطاجية الى صفاقس الأغلبية'' نسبة لأحد المعمرين الفرنسيين ''بول بيك'' الذي استقر منذ 1868 بالمدينة و هو صاحب ضيعة بالجهة الغربية قرب قرقور, وكان عضوا ببلدية صفاقس عام 1888م و بنى بهذا الحي عمارة, فتم اقتراح تسمية الحي باسمه « بلدة - بيك» فقبل اقتراحه.
استقر حسب مؤرخنا بهذا الحي بعض المالطيين المحترفين في تربية الماعز والدواجن وبيع انتاجها واقتدى بهم بعض الايطاليين الذين بنوا به المنازل والمصانع, وأخذ عمرانه في التوسع و أحدثت به مقبرة مسيحية.
و كان الصباغون ينشرون ما يصبغون من أقمشة حول مقام العالم الشهيد المرحوم «سيدي جبلة» صاحب القبة الواقعة خلف بناية الديوان القومي للصيد البحري سابقا التي شيدت سنة 1964م وكان هذا المقام على شاطئ البحر وهو أقدم بناء بهذا الحي. وقد استشهد الشيخ جبلة في القرن السادس الهجري في احداث النرمان ودفن هناك مع أولاده السبعة.
وفي سنة 1911م وقع تشييد السجن المدني, الذي تم نقله أوائل الألفية الثانية ليقع هدم مبنى السجن التاريخي وتحويله الى بناية سكنية وبناية المجلس العدلي التي أصبحت فيما بعد مستوصف الهادي شاكر وهو اليوم مغلق.
و يعتبر الحي من أهم الأحياء الغربية
و في حوالي سنتي 1933-1934م شيدت به مؤسسة خيرية وهي «جمعية البر العربية » التي اصبحت فرعا من لجنة التضامن الاجتماعي وانقسم الحي حيث صار نصفه الشمالي يسمى« الحي الخيري» ونصفه الجنوبي يطلق عليه «الحي التعويضي ».
و كان المجلس البلدي لبلدية صفاقس قد صادق يوم الخميس الماضي على الاحالة بعض من منطقة "بيك فيل" إلى شركة تهيئة صفاقس الجديدة رغم بعض الاعتراضات فيما أعلن البعض التوجه الى القضاء لإبطال هذا القرار
و ستقوم الشركة بعد هذا القرار بتهيئة المنطقة بالتشاور مع لجنة التقسيمات بالبلدية و لا يحق للشركة بموجب هذه الاحالة التفويت في الأراضي للخواص