الرئيسة التنفيذية للكوميسا: الاستثمار في أفريقيا يهيمن عليه المستثمرون من خارج القارة
وأضافت خلال ملتقى "الكوميسا" للاستثمار 2024 ،الذي نظمته، الخميس، الوكالة لأول مرة في تونس، أن قارة أفريقيا تتميز بثقافات مختلفة ويوجد أكثر من 3000 مجموعة إثنية مميزة، ونحو 2000 لغة، معتبرة ان "الأفارقة أكثر الأمم على وجه الأرض من حيث التنوع الجيني".
وشددت سلامة على أن الشباب الأفريقي لديه الطموح والابتكار ومستعد للمخاطرة، مضيفة بقولها: "إن إفريقيا التي يكبرون فيها آخذة في البروز، أيضًا، وهي تمتلك قوة عاملة ضخمة ووظائف أكثر في القطاع الخاص مع حرية أكبر وسياسات أفضل"، على حد تعبيرها.
وطالبت الرئيسة التنفيذية للوكالة الإقليمية للاستثمار بالــ"كوميسا"، المستثمرين والشركات بتجاوز الحدود والإقدام على خوض المخاطر واغتنام الفرص والتوسع في الأعمال عبر القارة.
ولفتت إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لدول التجمع يتجاوز تريليون دولار وهي تمتد على مساحة تفوق 12 مليون كيلومتر مربع، نحو 90 بالمائة منها صالحة للزراعة، وهي تمثل، أيضا، نحو 40 بالمائة من مساحة أراضي أفريقيا ككل. كما تزخر بسوق سكاني ضخم يتجاوز 640 مليون نسمة بقوة شرائية كبيرة، وتمتلك فرصة كبيرة للوصول إلى الأسواق العالمية من خلال اتفاقيات التجارة الإقليمية والدولية.
وقال مساعد الأمين العام للبرامج في منظمة الكوميسا، السفير محمد قدح، من جهته، ان هذا المنتدى ياتي في اطار تنفيذ أحد أهم أهداف المنظمة والمتمثل في تعزيز التكامل الإقليمي بين الدول الأعضاء وتعزيز الاستثمار في القارة الأفريقية ومنطقة "الكوميسا".
وافاد بأنه على الرغم من انخفاض عدد المشاريع بنسبة 30 بالمائة منذ عام 2019، إلا أن الاستثمار الرأسمالي في إفريقيا كان أعلى بأكثر من 2.5 مرة في عام 2022 مقارنة بعام 2019.
كما ارتفع عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر المعلنة في إفريقيا من 517 مشروعًا في عام 2021 إلى 734 مشروعًا في عام 2022، وقفز حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في منطقة كوميسا بنحو 52 بالمائى في عام 2022 إلى 23 مليار دولار أمريكي مقارنة بعام 2020 وبنسبة 43 بالمائة في عام 2021.
وأكد أن منظمة "الكوميسا" تسعى الى خلق بيئة أعمال ملائمة وتنافسية، وزيادة تدفقات الاستثمار الدولية والمحلية، وتعزيز المشاركة في سلاسل القيمة العالمية ومعالجة آثار التحديات الحالية بما في ذلك التوترات الجيوسياسية التي عطلت سلاسل التوريد العالمية، وارتفاع أسعار السلع الأساسية وضغوط الديون، والتي كان لها تأثير سلبي على البيئة العالمية للأعمال الدولية والاستثمار عبر الحدود.
ولفت الى أن منطقة الـ"كوميسا " غنية بالمعادن ويجب أن تكون مشاركتها في إمدادات وسلاسل توريد الكهرباء مؤثرة بشكل أكبر في ظل الإمكانات التصديرية التي تمتلكها في هذا القطاع، والتي من المتوقع أن تصل إلى 9 مليارات أورو بحلول عام 2026 ، مع عائد يقترب من 10 بالمائة من هذا الرقم إلى القارة الأفريقية، يتزامن ذلك مع توقعات بزيادة حادة في الطلب العالمي على بطاريات الليثيوم في السنوات المقبلة مع الإتجاه للاعتماد بشكل أكبر على وسائل النقل الكهربائية، على حد قوله.
يشار الى ان تونس تحتضمن منتدى الكوميسا لاول مرة منذ انضمامها في 2018 .
وشارك في المنتدى أكثر من 350 شخصية بارزة من وزراء وصناع قرار ورجال أعمال ومستثمرين وممثلي القطاع الخاص التونسي ومسئولي هيئات ووكالات الاستثمار من 21 دولة الأعضاء في تجمع الكوميسا، الى جانب عدد من المنظمات والجهات الدولية والأفريقية والتونسية ومنها الاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وينتظم ملتقى الكوميسا للاستثمار ببادرة من الوكالة الإقليمية للاستثمار (التابعة لمنظمة السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا "الكوميسا"، بتمويل من الاتحاد الأوروبي والشراكة مع وزارة الاقتصاد والتخطيط التونسية ووكالة النهوض بالاستثمار الخارجي في تونس.
(وات)