وزارة الطاقة: الإنتقال الطاقي لن ينجح إلا من خلال دعم الشراكة المتوسطية

وأعلن شوشان، لدى مشاركته في أشغال المنتدى الدولي "نحو الجنوب"، الذي احتضنته مدينة سورينتو الإيطالية، يومي 16 و17 ماي 2025، استعداد تونس للقيام بدورها وتقاسم خبرتها لبناء مستقبل طاقي مستديم وتأمين التزوّد بالطاقة على المستوى الوطني والإقليمي.
وأكد كاتب الدولة، خلال المنتدى، الذي ينعقد تحت شعار "نحو الجنوب: الإستراتيجية الأوروبية من أجل حقبة جيوسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية جديدة في منطقة المتوسط"، أهميّة المنتدى، الذي يناقش الدور المحوري للمنطقة المتوسطية في دعم التحول، نحو الطاقة المستديمة والحرص المشترك على إرساء إستراتيجية جديدة، خاصّة، في ظل التحديات الكبرى، التي يواجهها العالم، أبرزها عدم الإستقرار في أسواق الطاقة والتطور الصناعي.
واستعرض في مداخلته، وفق بلاغ صادر، عن وزارة الصناعة، "الإستراتيجية الوطنية للطاقة في أفق 2035"، وأهم الإصلاحات، التي اعتمدتها الوزارة لدعم هذه الإستراتيجية، الهادفة إلى تحقيق النجاعة الطاقية وتنويع المزيج الطاقي وتعزيز الربط الإقليمي واستخدام التكنولوجيا المبتكرة، وذلك بهدف التقليص من استهلاك الطاقة مقابل زيادة حصة الطاقات المتجددة في إنتاج الكهرباء.
وأشار شوشان، إلى حزمة المشاريع، التي هي بصدد الإنجاز، على غرار مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا، الذي سيمثل أوّل ربط ذات تيار مستمر بين أوروبا وإفريقيا، كما سيسرع من إندماج تونس في السوق الأوروبية للكهرباء.
ودعا كاتب الدولة إلى توحيد الجهود والعمل على تعبئة الموارد المالية وتبادل الخبرات التقنية لإنجاز المشاريع الجديدة، التي من شأنها توسيع آفاق التبادل الطاقي وإحداث فرص عمل جديدة وتعزيز النمو الإقتصادي المستديم، لافتا إلى ما تزخر به منطقة البحر الأبيض المتوسط من إمكانات لبلوغ الأهداف المرجوة.
وتطرق في السياق ذاته، إلى ما يجب أن تبذله كل الدول من جهود لإعتماد نموذج طاقي يرتكز على الإستخدام المسؤول للموارد وقادر على تلبية الإحتياجات الطاقية مع ضمان الإنتقال إلى إقتصاد منخفض الكربون وبناء مستقبل طاقي أكثر إستقرارا وتوازنا في منطقة المتوسط.
من جهة أخرى، مثلت مشاركة كاتب الدولة المكلّف بالإنتقال الطاقي، في النسخة الرابعة من المنتدى، مناسبة اجتمع خلالها بوزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة الجزائري، محمد عرقاب، الذي كان مرفوقا بالرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، رشيد حشيشي، والرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز، مراد عجال، وتناول اللقاء العلاقات العريقة، التي تجمع تونس بالجزائر، خاصة في القطاع الطاقي والتعاون المثمر بين الشركة التونسية للكهرباء والغاز ومجمعي سوناطراك وسونلغاز. كما تطرق الطرفان إلى آفاق تطوير المشاريع المشتركة، ولا سيما، تعزيز الربط الكهربائي الثلاثي بين تونس والجزائر وليبيا.
كما إلتقى شوشان بالمدير العام للمجمع الإيطالي للكهرباء، نيكولا مونتي، واستعرض، خلال اللقاء، أبرز محاور البرنامج الوطني للانتقال الطاقي ومختلف الأنظمة التي تميزه مؤكدا على ضرورة توسيع مجالات الشراكة لتشمل الابتكار في مجال الطاقة النظيفة وتعزيز الاستثمارات الثنائية التي من شأنها تحقيق الأمن الطاقي والتنمية المستدامة بين البلدين.
يشار إلى أن المنتدى انتظم ببادرة من مؤسسة البيت الأوروبي - أمبروسيتي، وسلط الضوء على المواضيع ذات الاهتمام المشترك في منطقة البحر الأبيض المتوسط على غرار الرؤية الجديدة للطاقة في جنوب أوروبا ومنطقة المتوسط ودور المنطقة في تنفيذ الرؤية الأوروبية الجديدة للتعاون مع إفريقيا
وتوج المنتدى باصدار النسخة الرابعة من الكتاب الأبيض "نحو الجنوب"، والذي تضمن 10 رسائل أساسية، منها الدور المحوري لمنطقة المتوسط في مواجهة التحديات الجيو-اقتصادية.
وات