'الذراري الحُمر'...فيلم درامي لجريمة إرهابية بشعة يتوج بالتانيت الذهبي
قصة إنسانية من عمق الواقع
يعود الفيلم بذاكرة الجمهور إلى سنة 2015 ولواقعة ذبح الراعي مبروك السلطاني من قبل عناصر إرهابية في جبل المغيلة.
ويعيش الجمهور مع الشخصيات بشاعة الحدث وفضاعته بين ألم العائلة وصدمة طفل من العملية الوحشية التي وقعت أمامه وأثارها النفسية عليه حين أجبر على حمل رأس ابن عمه المقطوعة انتقاماً أو ترهيباً ليعود بها إلى قريته.
طرح مختلف ومميز للواقعة
" حبيت نعمل فيلم من الصدمة اللي حسيتها وعشتها كيما التوانسة الكل ولكن خليت شوية وقت باش انجم نكتب دون اندفاع"، هكذا اختار المخرج لطفي عاشور أن يعيد طرح قصة هذه الجريمة الوحشية من الناحية النفسية والإنسانية بعيدا على السياسة.
وأضاف عاشور لديوان اف أم "اهتمامه بالإنساني قبل كل شيء والهدف كان انو نشوفوا العايلة هاذيكا شنوة عاشت واللي يهمني انو نوري الإنسانية متاع الشخصيات".
إشارة إلى واقع مظلم وظالم
عوّل المخرج على نقد الواقع الاجتماعي الذي تعيشه العائلة من خلال الصورة. ونجح من خلالها في ترجمة العزلة التي يعيشها الأبطال بعيدا عن الناس وعدم توفر أبسط حقوقهم الإنسانية من مأكل ومشرب مع تهميش الدولة لهم حيث أن الحل الوحيد للنجاة هو اتحادهم فقط.
كاستينغ قوي وأداء مقنع
ويرى بعض النقاد أن من نقاط قوة الفيلم اختيار الممثلين الذين قدموا أدوارهم بكثير من الإتقان والحرفية وخاصة المبتدئين منهم.. كاستينغ صعب ودقيق استمر لأشهر طويلة للتمكن من تقديم صورة وأحاسيس حقيقية للمتفرّج هكذا قال مخرج الفيلم مضيفا " عملنا كاستينغ لأكثر من 500 شخص ودرنا في الدشر والمعاهد الريفية وقمنا بورشات مطولة تصل لـ 7 ساعات في اليوم باش نختارو الممثلين".
الفيلم من بطولة علي الهلالي وياسين سمعوني، يونس نوار، صالحة النصراوي و لطيفة القفصي.
وكانت شخصية أشرف نقطة قوة الفيلم ونجح الممثل الشاب في أول تجربة له في تبليغ العديد من المشاعر من خلال ملامحه وأدائه.
وتحصل الفيلم، بالإضافة إلى التانيت الذهبي، على جائزة الجمهور لأفضل عمل روائي طويل بالتساوي مع الفيلم السوري " سلمى" للمخرج جود سعيد وجائزة خميس الخياطي لسينما المقاومة.
*آية بركات