الكشف عن بقايا أثرية لصهاريج رومانية خلال أشغال إعادة ترميم كنيسة رادس
وقد تم على اثر ذلك ايقاف الأشغال لفسح المجال لفريق المعهد تحت الإشراف العلمي للباحث نزار بن سليمان و محافظي التراث المستشارين لسعد زمزمي و أمينة الفرجاني للقيام بحفرية إنقاذ.
وكانت أشغال إعادة تهيئة كنيسة ''ماكسولا رادس ''، لتحويلها الى مركب ثقافي متعدّد الاختصاصات قد انطلقت يوم الاثنين 17 اكتوبر الفارط لتجسيد حلم راود متساكني المدينة منذ سنوات في المحافظة على معمار يعود تاريخ تشييده الى سنة 1911، ويعكس التعايش بين الديانتين الإسلامية والمسيحية خلال الحقبة الاستعمارية لسنوات عديدة.
وقد افادت المهندسة المشرفة على الاشغال فاطمة الحناشي، في تصريح سابق لـ(وات)، بأنّه سيتم الحفاظ على الخصائص الفنية والهندسية للمبنى، الذي يقع في قلب المدينة ويمتد على مساحة 2170 متر مربع، لتتواصل اشغال ترميمه سنة كاملة باعتمادات تفوق 5 ملايين دينار.
ومن جانبه، أكد الكاتب العام لبلدية رادس، فتحي الماجري، في تصريح مماثل الحرص على انجاز هذا المشروع الجهوي المتمثل بالخصوص في دار ثقافة، ومكتبة عمومية، مشيرا الى ان دور البلدية سيقتصر على متابعة ومراقبة مدى الالتزام بالحفاظ على الخصائص المعمارية للمبنى وضبط البرنامج الوظيفي لهذا الفضاء الثقافي الجديد.
يشار الى انه تم تسليم الكنيسة المسيحية برادس رسميا الى الدولة التونسية سنة 1964 وذلك بعد مغادرة الفرنسيين للمدينة.
يذكر ان الاسم القديم لرادس هو '' ماكسولا بر راتس '' وهو اسم متكون من اسم المدينة القديم وهو ماكسولا، والعبارة اللاتينية '' بر راتس '' اي العبور بالمراكب في اتجاه هذه المدينة، حيث كان الرومان مثل الفينيقيين من قبلهم يركبون البحر من قرطاج إليها.
ولرادس تاريخ قديم يرجع الى الاف السنين قبل مولد قرطاج سنة 846 قبل الميلاد على يد عليسة الملكة الفينيقية، وقد تعاقبت عليها مختلف الحضارات مثلما جاء في كتاب رادس عبر العصور للباحث الدكتور أحمد الطويلي الذي كتب ان تاريخ رادس مرتبط ايّما ارتباط بتاريخ قرطاج والاطوار التي مرت بها من ازدهار وافول حيث أن '' رادس كانت بوابة قرطاج نحو داخل البلاد واليها، بل كانت حيا من احيائها وضاحية من ضواحيها القريبة ''.