بنزرت: ارتفاع حصة البذور إلى 76 ألف قنطار وسط انتقادات لتأخر آجال التوزيع
وقد استهل الوفد نشاطه بعقد جلسة عمل بمقر الولاية، تم خلالها التداول في الصعوبات التي اعترضت عملية توزيع البذور وتأخر آجالها، حيث أكد والي الجهة وجود تأخير عزاه جزئياً للظروف المناخية وصعوبة التزود بالبذور الممتازة، مشيراً في المقابل إلى ارتفاع حصة الولاية من البذور خلال هذا الموسم لتصل إلى 76 ألف قنطار مقارنة بـ 35 ألف قنطار في الموسم الفارط.
وفي تعقيبهم على المعطيات المقدمة، شدد أعضاء الوفد البرلماني على أن الإشكال الجوهري لا يكمن في توفر الكميات بل في توقيت التوزيع الذي تأخر إلى أواخر ديسمبر بدلاً من شهر سبتمبر، وهو ما أربك انطلاق الموسم.
ودعا النواب السلط الجهوية إلى ضبط جدول زمني دقيق وتمكين الفلاحين من تحديد حاجياتهم منذ منتصف شهر أوت، محذرين من أن غياب المعلومة وتأخر الرد على استفسارات الفلاحين قد يضطرهم للتزود من مسالك أخرى، ما يخل بمنظومة الحصص الوطنية ويثير الشكوك حول شفافية مسالك التوزيع.
كما طالب الوفد بضرورة تنقل المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية ميدانياً لمعاينة نسق العمل بمراكز التوزيع، مؤكدين على الأهمية الاستراتيجية لولاية بنزرت فلاحياً وضرورة حماية منظوماتها الإنتاجية.
وشملت الزيارة الميدانية مراكز لتجميع وتوزيع البذور وشركة منتجة بمعتمديات منزل بورقيبة وماطر وغزالة وجومين، حيث التقى الوفد بمسؤولين محليين وممثلين عن الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري وعدد من الفلاحين.
وقد تباينت آراء الفلاحين بين من تحصل على حصته ومن اشتكى من النقص خاصة في بذور القمح، مما اضطر البعض لاستعمال بذور مختلطة. وعبر الفلاحون عن تخوفهم من تأثير هذا التأخير على جودة الصابة، موجهين نداءً عاجلاً لتوفير الأسمدة ومادة "الأمونيتر" لتفادي المزيد من التعقيدات.
كما تم طرح إشكاليات أخرى تعيق القطاع بالجهة، أبرزها تفشي الحشرة القرمزية وانتشار آفة "الهالوك" في زراعات البقوليات، مما دفع الفلاحين للعزوف عنها والتوجه نحو الحبوب، وهو ما زاد من الضغط على الطلب.
واختتم الوفد زيارته بالتأكيد على العمل بالتنسيق مع الجهات المعنية لوضع استراتيجية واضحة لتوزيع البذور وتفادي تكرار هذه الإخلالات مستقبلاً.
