سعيد العايدي: التكنوقراط الحالم بالرئاسة

اول أيام الثورة ليشغل منصب وزارة التكوين و التشغيل في حكومة محمد الغنوشي...تم الاستنجاد بسعيد العايدي آنذاك ليضخ من دمه الشبابي في جسد وزارة خارت قواها و تصدعت جدرانها في مواجهة حجم المطالب الشعبية المنادية بالتشغيل أول شعارات الثورة و اهم أسباب اندلاعها
وجه غير مألوف في تونس ناصع البياض مع عينان خضراوان شعر بني رطب وطويل بعض الشئ لحية يغزوها البياض زد على هذا كله إنه قادم من بلد الانوار أمر لم يرتح له معارضو سعيد العايدي الذين يشككون في نوايا الرجل متسائلين كيف يمكن أن يترك هذا الأخير الاشراف على أكبر الشركات العالمية في مجال تصنيع وتطوير الحواسيب والبرمجيات في بلد الثروات وآلاف الاوروات ويقبل بالعودة ليشغل منصبا على غاية من الخطورة لولا ولائه إلى فرنسا التي تسعى إلى تطويع الثورة والالتفاف عليها حسب تفكير بعضهم.
هنا يجيب مناصرو الرجل ان الاستجابة لنداء الواجب وولائه لوطنه والاعتراف بخيره وفضله عليه خط احمر وامر غير قابل للتشكيك.
رحلة مع المتاعب
شغل العايدي من جانفي 2011 إلى نهاية ديسمبر من العام نفسه خطة وزير للتكوين المهني والتشغيل، وواصل في تلك الخطة ضمن الفريق الحكومي الذي ترأسه رئيس الجمهورية الراحل الباجي قايد السبسي، و من ثم وزيرا للصحة في حكومة الحبيب الصيد حيث بدأت رحلته مع المتاعب
لدى اشراف سعيد العايدي على وزارة الصحة عرف القطاع العديد من المشاكل سواء منها المتعلقة بالأدوية و التجهيزات او بالخدمات الطبية و كسب الرجل من الخصوم 'ما يكفي و زيادة'...ليستعر لهيب الخلاف في صفاقس حيث تحول المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة حلبة صراع بينه و بين الفرع الجامعي للصحة بالجهة على خلفية تعيينه لطبيب عقيد في الجيش مديرا للمستشفى.
مشاكل وصراعات انتهت بمغادرة سعيد العايدي لوزارة الصحة، مؤكدا رفضه لعرض الإشراف على وزارة النقل، مضيفا بالحرف الواحد" قالولي فما احتقان في وزارة الصحة برا ارتاح في وزارة النقل ولكني رفضت'
المسيرة الحزبية
انضم سعيد العايدي سنة 2012 إلى الحزب 'الجمهوري' ليتركه في أكتوبر 2013 من أجل الانضمام إلى حزب حركة 'نداء تونس' التي وصل من خلالها الى البرلمان
وقد فاز في الانتخابات التشريعية لسنة 2014 بمقعد في عضوية مجلس نواب الشعب عن دائرة تونس 2، من ديسمبر 2014 إلى فيفري 2015 ليحتل المنصب الوزاري.
وفي جانفي 2016، أعلن القيادي بحركة نداء تونس عن تجميد عضويته بالحركة وبمكتبها السياسي، ليعلن في نوفمبر 2017 عن انطلاق نشاط حزب جديد يحمل اسم "بني وطني
ثقافة الفرونكوفونية لم تساعده قط على تبليغ أفكاره وتوجهاته فهل يصل القادم من باريس الى منصب الرئيس؟؟ و هل يستطيع من خلال الرئاسية ان يحقق ما لم يحققه في المناصب الوزارية التي تقلدها.