فيروس كورونا : كيف يختار الأطباء من لهم الأولوية في الإنعاش ؟
وهذا التحدي ليس جديدا، فهو شبيه بنظام المفاضلة بين المرضى الذين يحتاجون لزراعة الأعضاء، ولكن العدد الكبير من المرضى يزيد من هذا العبء، ويجعل الأمر أشبه بالوضع في أوقات الحرب.
ثلاثة معايير رئيسية
ويقول رئيس قسم العناية الفائقة والإنعاش في مستشفى القديس أنطوان في باريس بيرتران غيديه "نحن لا ننطلق من الصفر، إنها قرارات نأخذها كل يوم".
ويوضح أنه من أجل اتخاذ هذا القرار، هناك ثلاثة معايير تقييمية تُطبّق أيضاً على المصابين بفيروس كورونا هي "رغبة المريض" و"حالته الصحية العامة" و"خطورة مرضه".
وفيما يخصّ رغبة المريض، فإن الأطباء يدعون العائلات إلى مناقشة الأمر مسبقا، لأن الإنعاش "ثقيل جدا" بالنسبة للمصابين بفيروس كوفيد-19 بحالات خطيرة مع عواقب وخيمة محتملة في حال نجوا من المرض خصوصا الأكثر ضعفا.
ويشرح الطبيب "سيجدون أنفسهم على مدى ثلاثة أسابيع مع آلة تنفس وهم نائمون فيما يتمّ شلّ حركتهم عبر أدوية مخدّرة".
وأضاف غيديه "العمر وحده، ليس محددا رئيسيا"، مشيرا إلى أنه أدخل إلى الإنعاش مصابا بفيروس كوفيد-19 في حالة خطرة يبلغ 85 عاما إلا أنه لا يعاني من أية أمراض سابقة وكان لا يزال يعيش بشكل مستقلّ حتى الآن. فيما لن يكون هناك مكان في العناية لشخص أربعيني مصاب بالتليّف الكبدي في مرحلته الأخيرة وهو لا يزال يحتسي المشروبات الكحولية.
الإنعاش لمن لديه فرص نجاة أكبر
من جهته قال الدكتور فيليب ديفوس، وهو طبيب إنعاش في لييج في بلجيكا، لوكالة الأنباء الفرنسية "في هذه اللحظة، نعطي الجهاز التنفسي إلى الشخص الذي لديه فرص نجاة أكبر ' .
وأوضح كريستيان سالارولي وهو طبيب إنعاش في مستشفى في بيرغامو لصحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية قائلا "لا يمكن أن نحاول القيام بمعجزة (...) نحاول إنقاذ فقط من لديهم فرصة كما في كل حالات الحرب".
وأودى وباء كوفيد-19 بحياة أكثر من 12 ألف شخص في العالم وأصاب أكثر من 300 ألفا بحسب الأرقام الرسمية المسجّلة.
( المصدر : وكالات)