هل أن انتشار الفيروس يؤدي حتما إلى المناعة الجماعية؟
وتواترت في الآونة الأخيرة كلمة "المناعة الجماعية" أو "مناعة المجموعة" في علاقة بانتشار فيروس كورونا مما يطرح السؤال هل أن انتشار الفيروس يؤدي قطعا إلى المناعة الجماعية؟ وماهي الدول التي اعتمدت سياسة المناعة الجماعية؟
مفهوم المناعة الجماعية
ينطلق واضعو مفهوم " المناعة الجماعية" من مبدأ أنه كلما انتشر فيروس تسبب في الوباء بسرعة لدى السكان، كلما توفرت الفرصة للأشخاص المصابين بإنتاج مضادات مناعية تقاوم الفيروس وتحد من توسعه.
وتشير بعض الدراسات إنه بإمكان ألف شخص مصاب بالفيروس نقل عدواه إلى قرابة 2500 شخص آخرين.
وفي هذا السياق أفاد رئيس قسم المناعة بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس الدكتور حاتم المصمودي أن الفيروس إذا انتشر بنسبة 70 بالمائة لدى السكان، انخفض معدل نقل العدوى من شخص إلى أشخاص آخرين بفضل المناعة الجماعية التي يكتسبها السكان للحد من انتشار الفيروس.
السويد أفضل تجربة في التعامل مع المناعة الجماعية
ركزت ثلاث بلدان أوروبية على استراتيجية التصدي لوباء الكورونا على سلاح "المناعة الجماعية " وهي المملكة المتحدة وهولندا والسويد، ولكن السلطات البريطانية تراجعت عن هذه الاستراتيجية بعد أن اتضح لديها أن عدم التحرك بما فيه الكفاية في انتظار إصابة أكثر من نصف السكان بالفيروس من شأنه أن يقضي على 250 ألف شخص على الأقل ما يعطل نشاط المؤسسات الصحية في البلاد في حال ارتفاع نسبة الإصابات الخطيرة بشكل خاص وهذا ما جعل رئيس الوزراء البريطاني يقرر فرض الحجر الجماعي لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل.
أما سكان هولندا فقد سعوا منذ بداية الأزمة إلى استخدام منهجية تقوم على قدرة المواطنين على حماية أنفسهم والسيطرة على الوباء من خلال مبدأ " المناعة الجماعية" لذلك لم تفرض حجرا شاملا وعولت الدولة على المواطنين عبر توجيهات غير ملزمة في مجال الانضباط بالتعليمات الحكومية.
وتظل التجربة السويدية التي عملت بمبدأ المناعة الجماعية أهم التجارب التي يُضرب بها المثل في العالم، فكثير من المحلات التجارية المتخصصة في بيع مواد غير أساسية ظلت مفتوحة على غرار مطاعم ومقاهي كثيرة.
وباستثناء إغلاق الجامعات والمدارس، فإن سلطات البلاد عولت كثيرا على روح المسؤولية عند المواطنين لمواجهة الوباء.
منظمة الصحة العالمية تحذر
من جهتها نبهت منظمة الصحة العالمية من خطورة المزاعم التي تراهن على ما يعرف بـ"مناعة القطيع" لوقف احتواء انتشار فيروس كورونا.
وحذر المدير العام للمنظمة الاثنين من مغبة ترك فيروس كورونا يتفشى على أمل الوصول إلى ما يسمى هذه المناعة، واصفا هذا الأمر بأنه "غير أخلاقي".
وأطلق تيدروس أدهانوم غيبرييسوس تحذيرا من دعوات في بعض الدول للسماح بتفشي كوفيد-19 إلى أن يكتسب ما يكفي من الناس مناعة يتطلّبها عادة كبح التفشي.
تونس تعيش هده الأيام في المرحلة الثالثة من انتشار الفيروس ومن المتوقع أن تشهد نهاية شهر أكتوبر وبداية شهر نوفمبر الدخول في المرحلة الرابعة وهي أخطر المراحل.
فهل اكتسب المواطنون المناعة الجماعية حتى تتقلص نسبة الوفايات؟
أميرة مقني