جثمان الشيخ محمد المختار السلامي يوارى الثرى

وقد شهد موكب التعازي والدفن حضور عائلة الفقيد ووزير الشؤون الدينية أحمد عضوم ومفتي الديار التونسية عثمان بطيخ وعدد من المسؤولين الجهويين وعدد من أصدقاء الفقيد من العالم الاسلامي إلى جانب عدد هام من الشخصيات الوطنية وجمع غفير من المواطنين.
وفي هذا الإطار أفاد نائب رئيس حركة النهضة والرئيس المؤقت لمجلس نواب الشعب عبد الفتاح مورو أن تونس فارقت اليوم آخر طبقة من علماء الزيتونة ، آخر حبة في عنقود طويل استمر عطاؤه مدة 13 قرنا وهو ما يستوجب لا مجرد البكاء أو الترحم بل يستوجب الشعور بمسؤولية الأمة في أن تبقي على سندها العلمي الذي أنار الشيخ مختار السلامي الطريق فيه بأن جمع بين فهم للنص القرآني وتفسيره وبين فهم للواقع عن طريق علوم الأعمال والمال على الشريعة الإسلامية مشيرا إلى أن تونس في حاجة إلى تدشين مرحلة جديدة تجمع بين الغوص في النصوص ومعرفة الواقع بخفاياه.
من جانبه أكد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أن الشيخ مختار السلامي هو قامة علمية ودينية وسياسية وآخر ما أنتجت الجامعة الزيتونية حيث عمل على اصلاح التعليم الزيتوني مشيرا إلى أن الفقيد ترك للتونسيين وللأمة الإسلامية تراثا علمية دينيا يتمثل في تفسيره وخاصة في مجال الاقتصاد الإسلامي إلى جانب بقية العلوم الشرعية مبينا أن الشيخ كان شجاعا في إعلاء كلمة الحق ما أدى إلى عزله من منصبه كمفتي بعد نقده للسياسة الثقافية لبن علي و التطرف العلماني في أكثر من مشهد.
و قال وزير الشؤون الدينية أحمد عضوم إن الشيخ مختار السلامي جمع بين العلم والأخلاق والتواضع وقد تعرف عليه عن قرب حيث درس مع والده بجامع الزيتونة موضحا أن الفقيد كان من العلماء المجتهدين بدليل تفسيره للقرآن الكريم في السنوات الأخيرة والذي اعتبره الوزير منارة علمية في تونس وفي العالم الإسلامي خاصة وأن السلامي من رواد المالية الإسلامية من خلال اصداره لعديد الفتاوى في هذا المجال.
وولد الشيخ الراحل سنة 1925 في صفاقس، وتولى منصب الافتاء بين 1984 و1998، كما ترأس بين 1989 و1993، المجلس الإسلامي الأعلى في تونس.
كما كان الشيخ محمد المختار السلامي عضوا في مجمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة ورئيس الهيئة الشرعية العالمية للزكاة.