أقسام الاستعجالي تتلقى أعلى نسبة حوادث طرقات خطرة خلال الساعات الأخيرة من الصيام

ولاحظت أنّ حوادث الدّراجات النّارية هي أغلب أنواع الحوادث التي ترد على أقسام الاستعجالي في المستشفيات خاصّة خلال السّاعتين الأخيرتين من يوم شهر رمضان، ملاحظة أنّ 17 بالمائة فقط ممّن يفدون على أقسام الاستعجالي يكونون مرتدين للخوذة أثناء الحادث ممّا يعني أنّ 83 بالمائة لا يرتدونها ممّا يزيد من خطورة وحدّة الحادث ويتسبّب في إعاقات خطيرة.
وبيّنت خلال ندوة صحفيّة، نظّمها المرصد الوطني لسلامة المرور، اليوم الجمعة، في إطار الحملات الاتصالية والتّحسيسية التي يقوم بها استعدادا لشهر رمضان، أنّ نسبة حوادث الطرقات الخطرة الواردة على أقسام الاستعجالي تصل إلى 65 بالمائة.
وأضافت أنّ أغلب المصابين في حوادث المرور هم من الشباب الذّين لا تتجاوز أعمارهم 36 سنة وهو ما يعني أنّهم الفئة النّشطة والمنتجة في المجتمع ويزيد من حدّة الأضرار الاجتماعية والاقتصادية على الجميع.
وأرجعت الدّكتورة نور الهدى نويرة أسباب كثرة حوادث الطّرقات في شهر رمضان وخاصّة في السّاعات الأخيرة من اليوم، إلى أسباب تتعلّق بسلوك التّونسي وكذلك أسباب صحية، مشيرة إلى أنّ استعجال مستعملي الطّريق للعودة إلى منازلهم يسبّب هذه الحوادث بالإضافة إلى نقص التّركيز النّاجم عن ساعات الصّيام وانخفاض نسبة السّكر في الدّم .
من جهته، أفاد العميد شمس الدين عدواني، رئيس مكتب التنسيق والاتصال بالمرصد الوطني لسلامة المرور، بأنّ المرصد سجّل 620 حادثا منذ بداية العام إلى حدود يوم 26 فيفري الحالي، ممّا أسفر عن 156 قتيلا و814 جريحا، لافتا إلى أنّ المرصد سجّل انخفاضا في نسبة الحوداث مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية والتي تم خلالها تسجيل 914 حادثا، خلف 171 قتيلا و1233 جريحا بانخفاض قدره 32.17 بالمائة في عدد الحوادث و 33.98 بالمائة في عدد الجرحى.
ولاحظ أنه على الرّغم من انخفاض عدد الحوادث إلاّ أنّ المرصد سجّل "ارتفاعا غير مسبوق في خطورة الحوادث" خلال هذه السّنة، بلغ 25.16 بالمائة مقارنة بمعدل الخطورة في الفترة ذاتها من سنة 2024 والذي بلغ فيه مستوى خطورة الحوادث 18 بالمائة.
وبيّن العدواني أن ذلك يعود بالأساس إلى السلوكات المتهورة لمستعملي الطّريق وعدم احترام قواعد الجولان وعدم اتباع قواعد السلامة وخاصة عدم استعمال حزام الأمان وعدم ارتداء الخوذة بالنسبة لمستعملي الدراجات النارية.
وأبرز أنّ المرصد سجّل خلال شهر رمضان الماضي 500 حادث مرور في مختلف ولايات الجمهورية، نتج عنه وفاة 102 أشخاص وإصابة 664 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وهو "ما يدقّ ناقوس الخطر الشّديد نظرا إلى أنّ المرصد لم يسجّل هذه النّسبة منذ سنوات خلال شهر رمضان".
وقال العدواني " إنّ الأسباب الرئيسية للحوادث تبقى دائما السلوكات المحفوفة بالمخاطر والتهور والسهو وعدم الانتباه واستخدام الهاتف الجوال، وعدم التركيز الكافي والتعب ونزول معدل السكر في الدم بالإضافة إلى السرعة المفرطة وخصوصا في الساعات الأربع السابقة لموعد الافطار وأوقات الذروة".
(وات)