اجتماع مجلس الأمن القومي... هل يتم أخذ قرارات حاسمة في علاقة بمقاومة الإرهاب؟

ينعقد اليوم الثلاثاء مجلس الأمن القومي بدعوة من رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، ويأتي هذا الاجتماع في ظرف دقيق بعد يومين من العملية الإرهابية الجبانة التي استشهد فيها 6 من أبطال تونس عقب استهدافهم في كمين غادر بمنطقة عين سلطان الحدودية من ولاية جندوبة.

ومن المنتظر أن يبحث المجلس ملابسات العملية الإرهابية الأخيرة ويقوم بتحديد المسؤوليات وتدارك النقائص حيث سيتم الاستماع الى آمر الحرس الوطني وشهود عيان وفنيين.

فماهي مهام مجلس الأمن القومي ومما يتركب؟

مجلس الأمن القومي: التركيبة والصلاحيات

يسهر مجلس الأمن القومي على حماية المصالح الحيوية للدولة في إطار تصور استراتيجي يهدف إلى صون سيادة الدولة واستقلالها وضمان وحدة ترابها وسلامة شعبها وحماية ثرواتها الطبيعية.

ويرأس رئيس الجمهورية مجلس الأمن القومي الذي يتركب من الأعضاء الآتي ذكرهم: رئيس الحكومة، رئيس مجلس نواب الشعب، الوزراء المكلفون بالعدل والدفاع والداخلية والشؤون الخارجية والمالية، رئيس المركز الوطني للاستخبارات.

ويمكن لمجلس الأمن القومي أن ينعقد في تركيبة مضيّقة أو تركيبة متخصصة حسب القطاعات يحدّدها رئيس الجمهورية وفقا للمسائل المدرجة بجدول أعماله ويحضرها وجوبا رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب.

وينظر المجلس في السياسات العامة في مختلف المجالات المتعلقة بالأمن القومي والخيارات الاستراتيجية في مجال الاستعلامات والاستراتيجية الوطنية لمكافحة التطرف والإرهاب ويمكن له تحيينها بصفة دورية وذلك بالتنسيق مع اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب.

وحسب الفصل 4 من الأمر الحكومي عـدد 70 لسنة 2017 فان مجلس الأمن القومي يجتمع بدعوة من رئيس الجمهورية، الذي يضبط جدول أعمال الاجتماع، مرة كل ثلاثة أشهر على الأقل وكلما اقتضت الضرورة ذلك، وعند وجود خطر داهم مهدد لكيان الوطن أو أمن البلاد أو استقلالها أو تعرضها لأزمات، وينعقد المجلس حالا ويبقى في حالة انعقاد إلى زوال الموجب، ويتم بخصوص المسائل المطروحة إصدار قرارات وتوصيات.

فهل سيتم أخذ قرارات حاسمة في علاقة بمقاومة الإرهاب في المناطق الحدودية والمرتفعات والجبال؟

وفي هذا الإطار رجّح العميد المتقاعد من الجيش الوطني مختار بن نصر أن يتخذ مجلس الأمن القومي اجراءات لتدعيم الانتشار الأمني والعسكري في المناطق الحدودية وتعزيز العمل المشترك بين القوات الحاملة للسلاح والدوريات الميدانية والاستطلاع مذكّرا أنه يتم قصف المواقع المشبوهة بالمدفعية أو بالطائرات الحربية في حالة رصد تحركات إرهابية في عمق الجبال.

اعلان مناطق عسكرية مغلقة جديدة؟

تواترت في المدة الأخيرة الاجتماعات الدورية لمجلس الأمن القومي دون الإعلان عن قرارات حاسمة في علاقة بمقاومة الإرهاب بالمرتفعات الحدودية التي تشهد من حين لآخر عمليات كر وفر بين القوات الأمنية والعسكرية والفلول الإرهابية المتحصنة بالجبال، ولا شك أن اجتماع اليوم يأتي في ظرف دقيق جدا بعد الخسائر الهامة في الأرواح التي خلفتها العملية الإرهابية الأخيرة بعين سلطان من ولاية جندوبة.

وقد توخّت تونس منذ تحصن مجموعات إرهابية بمرتفعاتها الحدودية الغربية جملة من التدابير على غرار اعلان بعض الجبال مناطق عسكرية مغلقة يحجّر الدخول اليها، ويلاحظ في هذا الإطار عدم وجود منطقة عسكرية مغلقة في ولاية جندوبة التي تعرف تحصّن مجموعات إرهابية بعدد من جبالها رغم وجود منطقتين عسكريتين مغلقتين بكل من ولايتي الكاف والقصرين المجاورتين.

لا شك أن المراكز الحدودية المتقدمة للحرس الوطني تلعب دورا كبيرا في مقاومة الإرهاب والتهريب باعتبارها موجودة على خط النار الأول في مواجهة هاتين الآفتين المهددتين للأمن القومي والاقتصاد الوطني ونظرا لجسامة المهام المنوطة بعهدة هذه الوحدات فان تعزيزها بالعنصر البشري والآليات المصفحة ...يعد احدى الأولويات المطروحة.