الاتحاد العام التونسي للشغل : مدرسة النضال و الوطنية
التأسيس و النضال ضد المستعمر
تأسست المنظمة الشغيلة خلال مؤتمر الخلدونية بتونس العاصمة في 20 جانفي 1946 وضم أول مكتب لها كلا من الفاضل بن عاشور رئيسا و الزعيم فرحات حشاد كاتبا عاما .
وكان تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل استمرارا للتجارب النقابية الاولى خاصة جامعة عموم العملة الاولى على يد محمد علي الحامي ثم جامعة عموم العملة الثانية واتحاد النقابات المستقلة بالشمال و اتحاد النقابات المستقلة بالجنوب .
خلال الفترة الاستعمارية التحمت الحركة النقابية بالحركة الوطنية من خلال دفاعها عن حقوق العامل التونسي و مطالبتها بتأميم الشركات الكبرى وتنفيذ الاتحاد لعدة إضرابات ضد القمع الاستعماري الفرنسي بل ان الزعيم فرحات حشاد أصبح المنسق الوحيد للعمل الوطني بين المناضلين السياسيين و النقاببين و المقاومة المسلحة وذلك بعد اعتقال أعضاء حكومة شنيق و نفيهم لقبلي في 26 مارس 1952 .
التشبث بالاستقلالية
قدم الاتحاد لدولة الاستقلال البرنامج السياسي و الكوادر المتمرسة بالعمل التنظيمي و ادارة الشأن العام : مصطفى الفيلالي ، عبد الله فرحات ، محمود المسعدي ، الأمين الشابي ، أحمد بن صالح ...
في الستينات وقف الزعيم النقابي الحبيب عاشور ضد بورقيبة حين قرر تصفية اليوسفيين وسجنه بورقيبة في سنة 1965 ثم سجن من جديد في 1978 بعد احداث 26 جانفي.
ورغم كل الإغراءات رفض عاشور التنازل عن إستقلالية الاتحاد العام التونسي للشغل .
دفاع شرس عن المكاسب و المؤسسات الوطنية
ابان ثورة الحرية و الكرامة احتضنت دور الاتحاد المتظاهرين و انطلقت عديد التحركات من امام مقراته في الجهات و أطر النقابيون عدة احتجاجات وكانوا في الصفوف المتقدمة .
و عندما تأزمت الأوضاع السياسية سنة 2013 كان الاتحاد أحد المنظمات الوطنية الأربع التي قادت حوارا وطنيا تم بمقتضاه تركيز حكومة كفاءات مستقلة ( حكومة المهدي جمعة ) وأوصلت البلاد الى انتخابات تشريعية و رئاسية ( سنة 2014 ) ليحرز في السنة الموالية جائزة نوبل السلام رفقة الهيئة الوطنية للمحامين و اتحاد الصناعة و التجارة و الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان .
لعبت المنظمة الشغيلة بعد 2011 دورا بارزا من الحوار الوطني الى المشاركة في وثيقة قرطاج و أصبح التشاور مع الاتحاد في مختلف المسائل الوطنية تقليدا يتبعه كل الرؤساء و الحكومات المتعاقبة رغم توتر العلاقة أحيانا بسبب المفاوضات الاجتماعية.
كان الاتحاد و لايزال مدافعا شرسا عن المكاسب و المؤسسات الوطنية رافضا للتفويت فيها تحت أي مسمى من أجل المحافظة على مواطن شغل العمال بالفكر و الساعد .
ا
كاتب المقال La rédaction