المشيشي أمام امتحان الفانا
هكذا ردّ الناطق باسم تنسيقية الاعتصام طارق الحداد بعد ساعات قليلة من خطاب لرئيس الحكومة قال فيه انّه لا مجال لمواصلة السماح بتعطيل انتاج البترول.
و أمام الحاجة الماسة لتوفير مداخيل لميزانية الدولة في وقت تعرف فيه الأوضاع الاقتصادية للبلاد تدهورا كبيرا عمقته أزمة كوفيد 19 يجد رئيس الحكومة هشام المشيشي نفسه امام امتحان الفانا بين مطرقة الوضع الصعب للمالية العمومية و سندان المناخ الاجتماعي المحتقن في مواقع الانتاج .
فهل سينتهي هذا التجاذب بين الحكومة و المعتصمين بالاستجابة لمطالبهم أم ستنتهج الحكومة خيارا أمنيا لاعادة انتاج البترول و كذلك الفسفاط ؟
يشار الى أن عدة حكومات متعاقبة لم تستخدم الخيار الأمني لفض الاعتصامات في مواقع الانتاج فيما يشهد انتاج الفسفاط توقفا مماثلا بسبب حراك اجتماعي و لم يقع اعتماد الحل الأمني لاعادة الانتاج .
وكان رئيس الجمهورية الراحل الباجي قايد السبسي قرر اعتماد الحل الأمني لفض الاعتصامات في مواقع الانتاج و لكنه لم يقم بتفعيله حيث قام بتكليف الجيش الوطني بحراسة المنشآت النفطية و مواقع الانتاج.
جدير بالذكر أن البنك الدولي توقّع تباطؤ الاقتصاد التونسي بنسبة 9.2 بالمائة سنة 2020 أي بانخفاض مقارنة بالتوقعات الأولى بنسبة 4 - بالمائة وذلك في علاقة بجائحة كوفيد - 19، حسب تقرير نشره البنك العالمي وأرجع البنك العالمي العوامل المسببة لهذا التباطؤ الى ، عدم الاستقرار السياسي الناجم عن استقالة حكومة الياس الفخفاح والاضطرابات في نسق انتاج الفسفاط علاوة على جائحة كوفيد - 19.
* تحرير : غازي الدريدي