راضية الجربي : رغم الهجمات بعد الثورة ، الاتحاد الوطني للمراة مستمر في اداء رسالته

واضافت لدى افتتاحها اليوم الاربعاء اللقاء الفكري تحت شعار '' الاتحاد الوطني للمراة التونسية: مسيرة من النضال '' ان الاتحاد ساهم مثله مثل كل القوى التقدمية في تونس في المعركة الحقيقية بين حاملي الفكر الزيتوني المعتدل والهجمة التي عرفتها بلادنا من طرف '' المدارس الوهابية '' حتى تظل تونس عصية على كل فكر هدام يسعى الى تقويض الدولة.
كما استعرضت عديد التحديات التي لا تزال مطروحة اما الاتحاد ، سيما في ظل التراجع الذي شهدته تونس بعد الثورة ، على غرار تفاقم الفقر والامية وموجة العنف الشديد المسلط على المراة ، معلقة '' ان المشاكل التي عرفتها المراة التونسية قبل الاستقلال تعود اليوم بوجه اخر ''.
واكدت راضية الجربي مقاومة الاتحاد لكل المظاهر التي من شانها المساس بمسالة الحقوق ، خاصة وان المراة التونسية في الوقت الراهن وبلادنا عموما تشهد تقهقرا ملحوظا على مستوى التعليم والمناهج التعليمية ، رغم ان تونس كانت قد راهنت على التعليم في صفوف النساء.
ولفتت في هذا السياق، الى ارتفاع نسبة التسرب المدرسي في صفوف الفتيات وما يستتبع ذلك من تداعيات على نسب الفقر والجهل ، قائلة '' اصبحنا اليوم نتحدث عن تانيث الفقر وتانيث العنف بمختلف تعريفاته وانواعه ''.
واكدت اهمية ان يكون الاتحاد الوطني للمراة اليوم شريكا ومنخرطا في العملية الاصلاحية لبلادنا ، اذ لا يمكن الحديث عن اختيارات اجتماعية واقتصادية وسياسية بمعزل عن موقف المراة التونسية وما تقدمه من تصورات باعتبارها نصف المجتمع ولابد ان يكون لها راي وموقف في اتجاه البناء والاصلاح.
وفي جانب اخر ، ذكرت رئيسة الاتحاد بعديد الامتيازات التي تحصلت عليها المراة بعد 2011 من اجل تحصين مكتسباتها التي تمثلها خصوصا مجلة الاحوال الشخصية عبر مواصلة النضال واكتساح الشارع للاحتجاج و افتكاك حقوقها المهددة وفرض مسالة التناصف وتكافؤ الفرص والمساواة التامة بين المراة والرجل دستوريا.
وفي حديثها عن العنف المسلط على النساء ، لاحظت انه اتخذ منحى خطيرا، في اشارة الى ارتفاع جرائم القتل وتفاقم عمليات الاغتصاب وكل اشكال الاعتداء، بما يعكس الوضعية الهشة التي مازالت تعيشها المراة ، وبما يدعو الى ضرورة العمل على مسالة التمكين الاقتصادي للنساء الذي يقيها الفقر والتبعية.
واستعرضت ايضا تاريخ الاتحاد الوطني للمراة الذي تاسس منذ 26 جانفي 1955 والدور الكبير الذي لعبه ابان تاسيس الجمهورية الاولى وبناء تونس الحديثة المستندة على تعليم النساء والرفع من مكانة المراة التونسية وتكريس حقوقها في شتى المناحي ، السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية والتربوية.
كما سلطت الضوء على الاهداف التي تاسس من اجلها الاتحاد ، حيث ساهمت المراة في الحركة الوطنية ومعركة التحرير ضد المستعمر، وازرت المناضلين لتعمل المنظمة بعد ذلك على نشر التعليم والقضاء على الامية والفقر والتحسيس باهامية التنظيم العائلي وتحديد النسل في كل الجهات ، بالاضافة الى العمل على تمكين المراة اقتصاديا وتثمين الصناعات التقليدية في المناطق الداخلية.
وتطرقت راضية الجربي الى مجلة الاحوال الشخصية في علاقة بالحملات التحسيسية والتوعوية بما احتوته من حقوق للمراة، بالاضافة الى دعم الاتحاد المتواصل للمراة من اجل تواجد النساء في المواقع القيادية، وصنع القرار وحضورهن الفاعل في الحياة السياسية والعملية الانتخابية وفي شتى المجالات بما يكرس التمكين الشامل للمراة.
(وات)