سعيّد: التعاون القائم بين تونس وبريطانيا في حاجة إلى مزيد التطوير
وذكّر رئيس الجمهورية في مستهل المقابلة بالعلاقات العريقة بين تونس والمملكة المتحدة التي تعود إلى القرن 17 أي إلى ما قبل تأسيس الدولة الحسينية واستعرض أبرز المحطات التاريخية انطلاقا من المعاهدة التي تمّ توقيعها يوم 05 أكتوبر 1662 بين حمودة باشا المرادي والملك تشارلز الثاني وانتهاء بزيارة الدولة التاريخية التي قامت بها الملكة "اليزابيت الثانية" إلى بلادنا سنة 1980.
وشدّد على الأهمية التي توليها تونس لقطاع التربية والتعليم وما إنشاء مجلس أعلى للغرض إلاّ تعبيرا عن إيمان تونس الراسخ بأنّ العلم والفكر الحرّ هما خطّا الدفاع الأوّل ضدّ كلّ أشكال التطرّف والإرهاب.
وأضاف رئيس الجمهورية أنّ التعاون بين الأصدقاء على المستوى الثنائي ومتعدّد الأطراف كفيل بمجابهة مختلف التحديات التي تواجه مجتمعاتنا ودولنا على الصعيدين الإقليمي والدولي وفق مقاربة مبتكرة ومفاهيم جديدة يكون فيه الإنسان محور كلّ شيء خصوصا وأنّ العالم أضحى يعيش مرحلة مختلفة تماما عن كلّ المراحل السابقة وأنّ هناك مخاض عسير لولادة مجتمع إنساني بدأ في التشكل ومتقدّم في تصوراته عن المجتمع الدولي التقليدي ويؤمن بقيم الحرية والعدالة والكرامة وبأنّ الذات البشرية واحدة ويجب احترامها وصونها وحمايتها في كلّ زمان وفي كلّ مكان من العالم.
وتطرّق رئيس الدولة إلى أنّ ردّ فعل المجتمع الإنساني إزاء ما يتعرّض إليه الشعب الفلسطيني الشقيق من حرب إبادة جماعية ومن سلب متعمد لحقوقه المشروعة كان أقوى وأسرع وأكثر تضامنا من المجتمع الدولي التقليدي
وأضاف أنّ هناك تحديات ومخاطر أخرى تواجهها المنطقة وتؤثر على الاستقرار والتنمية فيها، تُحتّم على الجميع أكثر من أيّ وقت مضى تعاونا أكبر وأشمل وفق مقاربة مختلفة من أجل الإنسان وكرامة الذات البشرية على غرار الإرهاب والهجرة غير الإنسانية التي تُديرها شبكات إجرامية عابرة للحدود.
وشدّد رئيس الجمهورية على ضرورة تضافر جهود الجميع لتفكيك هذه الشبكات والعمل على توفير أسباب العيش الكريم خاصة في دول المصدر حتى يعود هؤلاء الضحايا إلى بلدانهم الأصلية لينعموا بالكرامة والأمن والاستقرار.
وفي نهاية المقابلة، أعرب وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية، "David LAMMY"، عن تطلعه إلى أن يقوم رئيس الدولة بزيارة إلى المملكة المتحدة تكون مناسبة لإلقاء محاضرة بجامعة "أكسفورد" بلندن حول الفكر السياسي الإنساني الجديد سواء داخل الدول أو على الصعيد العالمي.