غياب قيس سعيد عن المشهد العام منذ 10 أيام:قراءة قانونية وسياسية
غياب الرئيس عن أي نشاط رسمي منذ تاريخ 22 أفريل 2021 مع عدم مشاركته في احتفالات غرة ماي ،طرح أسئلة عديدة حول أسباب هذا الغياب وهل يعد هذا الغياب عاديا أم لا ؟ وما إن كان رئيس الجمهورية مريضا ؟ ومتى يمكن أن يكون عدم ظهور الرئيس محيرا ومقلقا ويطرح التساؤلات ؟
القراءة القانونية لغياب قيس سعيد
.اعتبر أستاذ القانون الدستوري معتز القرقوري غياب رئيس الجمهورية لمدة 10 أيام لا يدعو إلى القلق وأن غيابه لهذه المدة لا يمكن أن يجزم أنه في وضعية خاصة مضيفا أنه يمكن أن يكون في عطلة شخصية أو أنه ليس هناك مبررا لظهوره في الوقت الحالي.
وشدد القرقوري على أنه في إطار الشفافية يجب على رئيس الجمهورية أن يوضح سبب عدم ظهوره خاصة وأنه اعتاد الظهور في أغلب المناسبات مشيرا إلى أنه في حال كان الرئيس يشكو من مرضا ما ،الأفضل إعلام الشعب التونسي من خلال نشر بلاغ توضيحي بالصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية يحدد وضعه الصحي أو أسباب هذا الغياب.
.وأفاد المحامي الأستاذ فتحي الجموسي بأن غياب قيس سعيد عادي خاصة وأن تصرفات الرئيس منذ توليه الحكم كانت محل عديد التساؤلات مشيرا إلى أنه في حال كان يشكو من مرض عادي وهو ما تسبب في غيابه يعد ذلك أمرا خاصة ومن حقه التكتم لكن في حال كان المرض خطيرا وله تأثير على أداء مهامه ومصالح الوطن فمن واجبه اطلاع شعبه باعتبار أن المرض في هذه الحالة يصبح من الشأن العام.
هذا ولم يستبعد الأستاذ فتحي الجموسي من أن يكون ما تم تداوله حول إمكانية تعرض الرئيس لوعكة صحية وهو ما تسبب في غيابه إشاعة .
واعتبر الأستاذ فتحي الجموسي المستفيدين من هذه الإشاعة هي الأطراف السياسية (على غرار ائتلاف الكرامة وحركة النهضة ) التي تعيش صراعا مع الرئيس مضيفا أن المستفيد الثاني من بث هذه الإشاعة هي الأطراف التي تريد حماية المسؤول الأساسي والحقيقي عن الأزمات التي يعيشها الشعب التونسي وهي (الحكومة وهشام المشيشي) وفق قوله.
القراءة السياسية لغياب قيس سعيد
.اعتبرت المحللة السياسية الأستاذة منى غيازة أن عدم ظهور رئيس الجمهورية لا يعد غيابا باعتبار انه موجود بقصره وهو بصدد أداء مهامه وواجباته وليس هناك ما يجبره على الخروج والظهور للناس .
وأضافت الأستاذة منى غيازة أن عدم ظهور الرئيس لمدة 10 أيام أمر عادي مؤكدة أن غياب رئيس الجمهورية يكون مقلقا وغير عادي ويدعو إلى طرح التساؤلات ،في حال وقعت أحداث كبيرة بالبلاد مقابل صمت من القصر الرئاسي داعية إلى عدم السقوط في التهويل .
.من جانبه أفاد المحلل السياسي باسل ترجمان بأن عدم ظهور رئيس الجمهورية أمر عادي ولا يدعو إلى الاستغراب.
وأضاف تورجمان أن عدم إصدار رئاسة الجمهورية إلى غاية اليوم بلاغا تعلن من خلاله عن مرض رئيس الجمهورية ،فإن قيس سعيد يمارس عمله في القصر بعيدا عن الأضواء مبينا أن رؤساء الجمهوريات غير مطالبين بالظهور يوميا في وسائل الإعلام .
كما اتهم المحلل السياسي باسل ترجمان بعض الأطراف السياسية بنشر الإشاعات والأخبار الزائفة واستغلال عدم ظهور رئيس الجمهورية لتصعيد خلافها السياسي مع الرئيس.
.من جهته قال المحلل السياسي الحبيب بوعجيلة إن غياب رئيس الجهورية والمسؤول الأول في الدولة يعد لافتا وغامضا مشيرا إلى أن غياب رئيس الدولة ورئيس الحكومة لا يمكن أن يتجاوز يوم أو يومين على مستوى الأنشطة .
وأضاف المحلل السياسي الحبيب بوعجيلة أنه من المفروض أن تصدر رئاسة الجمهورية بلاغا في حال كان الرئيس في عطلة شخصية أو عطلة مرضية معتبرا أن الوضع بالبلاد على المستوى الصحي و السياسي يقتضي ظهورا دائما للرئيس.
وحول إمكانية مرض رئيس الجمهورية وهو ما تسبب في غيابه ،أوضح بوعجيلة أن مرض الرئيس ليس مسالة شخصية وهي مسالة وطنية وجزء من الأمن القومي وفي حال كان مريضا يجب على مصالح الرئاسة إعلان ذلك.
ملاك اللومي