قيس سعيد الرئيس الثامن للجمهورية التونسية
لا يتكلم إلا العربية الفصحى ولا يبتسم او يضحك وحتى ان فعل فقليل ونادر، حيث تغلب الجدية على طباعه...اشتهر قيس سعيد بطلاقة لسانه ونظافة يده حيث رفض، حسب قوله، الكثير من المناصب في العهد السابق.
ولد قيس سعيد في 22 فيفري 1958 وتحصل على شهادة الدراسات المعمقة في القانون الدولي العام من كلية الحقوق والعلوم السياسية سنة 1985 وعلى ديبلوم الاكاديمية الدولية للقانون الدستوري سنة 1986 وديبلوم المعهد الدولي للقانون الانساني بإيطاليا سنة 2001.
درّس أستاذ القانون الدستوري بالعديد من الجامعات التونسية وأدار قسم القانون العام بكلية الحقوق بسوسة بين 1994 و 1999، وكان ضمن فريق الخبراء للأمانة العامة لجامعة الدول العربية الذي أعد ميثاق الجامعة العربية، وذاع صيته بعد الثورة .
يجزم البعض بان الحظوة التي اكتسبها الرئيس الجديد في الأوساط الشعبية وخاصة منها الجامعية نابعة من مكانته العلمية والاكاديمية مع تموقعه خارج المنظومة السياسية وانشغاله بخطاب الهوية والثورة، في حين يشكك البعض الاخر في استقلالية قيس سعيد خاصة وانه، برأيهم، قريب من الاتجاه الإسلامي ويلتقي معه في مسالة الهوية بالتزامن مع إعلانه عن موقفه الرافض لمبادرة المساواة في الميراث.
هذه المواقف السياسية صنفته حسب عدد من المعارضين السياسيين في الشق الإسلامي رغم انه ما فتئ يردد أنه غير مدعوم من أي حزب وانه محاط بأنصاره في المقاهي وأغلبهم من الشباب والطلبة الذين تكفلوا بالحملة الانتخابية على حسابهم الشخصي ودون اية ضغوطات او اغراءات. وكان آخرها في المناظرة التلفزية قبل يومين من يوم الاقتراع في الدور الثاني.
ولئن كانت المناظرة الأخيرة التي أمنتها التلفزة الوطنية رفقة خصمه السياسي قد كشفت عن بعض مواقفه وخاصة في دعمه للثورة الفلسطينية ورفضه التطبيع مع الكيان الصهيوني معلنا ان التطبيع هو خيانة عظمى قد رجحت الكفة لفائدته فإن منتقديه يرون أن الغموض لازال يكتنف ساكن قرطاج الجديد حيث لم تتوضح الرؤية بالنسبة لبرنامجه الذي اعتبره البعض هلاميا.
قيس سعيد الذي فاز بالدور الأول في انتخابات شارك فيها 26 مترشحا فاجأ العديد من التونسيين وحتى مناصريه باعتباره انتصر على ''ماكينات'' الأحزاب السياسية والتمويلات الضخمة التي رصدها عدد من المترشحين لهذه المحطة الانتخابية وبعثر أوراق الطبقة الحاكمة في تونس واليوم يعهد له الناخبون رئاسة الدولة لمدة خمس سنوات .
عديد القوى السياسية ساندت قيس سعيد في الدور الثاني بدا من النهضة مرورا بائتلاف الكرامة ووصولا إلى التيار الديمقراطي ولعل النتائج التي حققها اليوم حسب شركات سبر الآراء عند الخروج من مراكز الاقتراع مردها تأثر الناخبين بما دار في المناظرة التي جمعته مع منافسه في الدور الثاني نبيل القروي خاصة موقفه من القضية الفلسطينية واعتباره التطبيع خيانة عظمى في ظل استبطان التونسيين لعدالة القضية الفلسطينية والبحث عن نظافة اليد أمام استفحال الفساد وانتشاره في مفاصل الدولة.
اعتلاء قيس سعيد لدفة الحكم في أحد أهم المناصب في الدولة ينتظر منه التونسيون الكثير فهل يتمكن رئيس الجمهورية الجديد بما لديه من صلاحيات من تحقيق أحلام الشعب ؟