مشروع نصّ المجلس الأعلى للتربية والتعليم..محور اجتماع سعيّد بالبوغديري وبوكثير ونصيبي
وركّز رئيس الجمهورية على أهمية التربية والتعليم فكلاهما من قطاعات السيادة، وثروتنا البشرية لا تنضب، مذكّرا بأن الكفاءات التونسية التي هاجرت إلى الخارج لا تقدّر بثمن، فتونس هي في الواقع من يقرض الذي يقرضها في الخارج.
وعرّج على تاريخ إصلاح التعليم في تونس منذ القرن التاسع عشر بداية من الأمر العليّ المؤرخ في 15 سبتمبر 1888 وقد كان معظم أطفال التونسيين محرومين من التعليم، وعرفت تونس إثر ذلك عديد النصوص الأخرى خاصة في السنوات الأربعين من القرن الماضي إذ لم تقتصر الحركة الوطنية التونسية على المطالبة بالاستقلال بل تمت الدعوة إلى تعميم التعليم الابتدائي.
وبالإضافة إلى التعليم بالمدارس، تتالت الإصلاحات ومطالب تغيير المناهج بالنسبة إلى التعليم الديني بجامع الزيتونة.
وتحدث الرئيس عن الإصلاح الذي تم إدخاله على التعليم في تونس سنة 1958 والأثر البالغ الذي ترتب عنه في كافة المستويات، كما تعرّض إلى فشل جملة الإصلاحات بعد ذلك والتي كانت في الواقع موجّهة لخلق توازنات سياسية خاصة في التعليم الثانوي والتعليم العالي منذ أواسط السنوات الثمانين وبداية السنوات التسعين من القرن الماضي.
وشدّد رئيس الدولة على أن يكون التعليم العمومي هو الأساس وعلى ضرورة وضع تصوّر متكامل يشمل كل مراحل التعليم فلا يمكن إصلاح مرحلة بمعزل عن المراحل الأخرى مذكّرا بأن تونس عرفت تجربة ناجحة في مجال التكوين المهني في السنوات الستين وبعدها، ولكن تمّ التراجع عنها والتقليص منها.
وعلى صعيد آخر، تحدث قيس سعيّد عن الأنشطة الموازية للتعليم كالمسرح والفن وفنّ الخط ومناقشة جملة من الكتب والأشرطة الوثائقية والسينمائية وغيرها، فتحصين الفكر بقيم الحرية والعدل والوطنية هو أهمّ سدّ أمام التطرّف بشتى أنواعه والابتذال بمختلف صوره.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أنه تم العبث مطوّلا بالتعليم في السنوات الأخيرة، فصار مصير أجيال رهين قرار وزاري يتغيّر كلّما تغير المسؤول عن الوزارة مركزا على الإحاطة بإطار التعليم وإعادة الحياة إلى دار ترشيح المعلمين ودار المعلمين العليا.