نفوق طيور على غير المعتاد .. جمعية أحباء الطيور توضّح
ويتعلّق الأمر بجلم الماء الكبير وهو من الطيور البحريّة الضخمة المستوطنة للبحر الأبيض المتوسط وأكبر مستوطنة له توجد بجزيرة زمبرا.
وقد وجد هذا الطير نافقا على عدّة شواطىء على السواحل التونسية وحتّى الجزائر.
كما سقطت فعليا "طيور من السماء" في جهة القيروان والوطن القبلي، وفق ما تقدّمت به جمعيّة أحباء الطيور في توضيح مكتوب.
وقد دفعت الظاهرة بالسلطات المعنية على غرار الإدارة العامّة للخدمات البيطريّة ومعهد الأبحاث البيطريّة بتونس والإدارة العامّة للغابات لدرس وتحليل الظاهرة، خاصّة، للتأكّد أن الأمر لا يتعلق بانفلونزا الطيور.
لكن في حالة جلم الماء فإن سرعة تحلل جثة الطير جعلت من هذه المهمّة صعبة.
استبعاد فرضيّة انفلونزا الطيور
ومع ذلك تم استبعاد فرضية انفلونزا الطيور وتقديم البرهان على وجود مرض نيوكاسل وهو عبارة عن عدوى فيروسية، يطلق عليه، أيضا، "طاعون الطيور" بسبب العلامات القويّة لسلالة هذا المرض والمعروفة ب"العترة الضارية، التي يمكن أن تتسبب في نفوق الطيور بنسبة مائة بالمائة اذا ما أصابته العدوى، وفق المصدر ذاته.
وتم التأكد من أن الطيور النافقة بالقيروان والوطن القبلي كان بسبب إصابتها بهذا المرض
ماذا يمكن أن تعني هذه النتائج؟
وتابعت المنظمة أنّه في الحالتين فإنّ سبب نفوق الطيور لم يتم تحديده بعد لأنّه يجب القيام بتحاليل اخرى وعمليات تشريح اضافية.
ومن الممكن أن يكون مرض نيوكاسل سبب نفوق الطيور كما يمكن ارجاع ذلك الى مرض اخر او جرّاء التسمم أو بسبب نقص الغذاء أو نتيجة الصدمات الميكانية أو الكهربائية ...عديدة هي الفرضيات، التي لا يمكن استبعادها، مما "يمنعنا اليوم من اتخاذ الاجراءات الملائمة لتفادي نفوق الطيور".
ويعتبر مرض نيوكاسل مرضا فيروسيا شديد العدوى ويمكن أن يكون الفيروس موجودا في كل مكان تعيش به الطيور، "نعتقد أن تربية ونقل (بطريقة شرعيّة او غير شرعيّة) للدواجن والطيور الغريبة أو حتّى ريشها وفضلاتها وجثثها يلعب دورا هامّا في نشر الفيروس خاصة في غياب الاجراءات الصحيّة اللازمة أو تطبيقها بشكل سيء.
المتعارف عنه هو أنّ الطيور البريّة هي من تقوم بنقل الفيروسات الطبيعيّة
وعلى عكس عما هو متداول فإننا نعتبر اليوم ان تناقل الفيروس يتم من الطيور المدجنة نحو الطيور البريّة وليس العكس.
وتفسر حالات النفوق المكثفة في صفوف الطيور المدجنة، أيضا، بنقص الحواجز بين هذه الطيور والطيور البريّة لكن وخاصّة بالنقل اللارادي للفيروس من قبل الاشخاص على غرار مشتري هذه الطيور ومزودي الأعلاف او مربي الدواجن في حد ذاتهم من مدجنة الى اخرى.
ويمكن نقل الفيروس الذي يتسم بقدرة كبيرة على المقاومة على ملابس هؤلاء الاشخاص واسفل الاحذية والادوات ووسائل النقل المستعملة.
ويمكن ان تكون الطيورالبريّة جد معرّضة للفيروس عبر مجاري مياه تنظيف المداجن ونشر فضلات الطيور، التي تعرّضت للعدوى في المزارع او في مساحات اخرى ترتادها الطيور البريّة
المراقبة يمكن ان تكون الحل
وتعتبر جمعيّة أحباء الطيور أن هذه الممارسات تتطلّب المراقبة بشكل دائم والمتابعة الآلية للصحّة الحيوانية إن كان الأمر يتعلّق بصحّة الحيوانات المدجنة او البريّة."
وأشارت الجمعية إلى وجود تلقيح ضد مرض نيوكاسل سهل التطبيق يبدو أنه اصبح من الضروري القيام به على الطيور المدجنة حماية للطيور البريّة، التي يعاني اصناف منها من انعكاسات الممارسات البشرية والبيئية وبهدف تفادي المربين خسائر اقتصادية
لما يعتبر نفوق الطيور أمرا يبعث على القلق؟
وتعتبر الجمعيّة أن الأمر الباعث على القلق "أننا لا نعرف الى الآن السبب الحقيقي الكامن وراء هلاك الطيور.
وتعد الظاهرة مقلقة "في ظل غياب الافراد في المناطق الطبيعية تبعا للحجر الصحّي الشامل، التي يمكن أن تمر دون ملاحظتها وتثبت اهميتها في ما بعد.
(وات)