نوفل سعيّد: "لماذا يعتبر العرض السياسي للرئيس قيس سعيد مفيدا لتونس "؟
وقد اعتبر شقيق رئيس الجمهورية، في رده عن التساؤل أن التكوين الحزبي ما بعد الثورة الذي ساد بعد عام 2011 عفا عليه الزمن"، و"جاثما في السحاب"، حسب وصف انطونيو غرامشي لـ "الأزمة العضوية. "
وأضاف أنه لا يتمتع أي من الأطراف المعنية بالقدرة على الاستجابة للمهام التاريخية في الوقت الراهن، وأن مصالح النخب المرتبطة بالنظام القديم لم تعد متماسكة بما يكفي لتشكيل حزب دائم. والبعض الآخر إما إسطبلات رئاسية سريعة الزوال أو تعبئة مجزّأة". معتبرا من جهة أخرى أن اليسار"، العاجز عن تمثيل التعبئة الاجتماعية، فقد اختفى تقريباً من المشهد".
وأشار في السياق ذاته، إلى أن التوافقات التي عرفتها البلاد ما بين 2012 و 2019 قد خلقت " مساحات الغباء " ورفضها الشعب رفضا قاطعا على حد تقديره.
وأوضح أن أنه من أهم المهام التي حددها الرئيس قيس سعيد لنفسه منذ 25 جويلية 2021 تحديدا، تحويل الدولة وبنياتها الاقتصادية الأساسية، بهدف إنتاج عقد اجتماعي جديد بين الدولة والمجتمع أملا في توفير الأشخاص الذين لديهم الأدوات اللازمة للتعبير حقا عن إرادتهم بما يتوافق مع الوعود الانتخابية التي قطعها خلال الحملة الرئاسية لعام 2019.
وقال إنه إدراكا منه أن إنشاء "توافق جديد مع النخبة القديمة، والذي كان أصل التعطيلات التي أدت إلى 25 جويلية 2021، لا يمكن أن يؤدي إلا إلى تحييد إضافي لأي رغبة في تغيير النظام السياسي القائم فقد استبعد هذا الأمر، وأنه عمل على إنشاء دستور جديد بمؤسسات جديدة وبالتالي إقامة روابط جديدة مع الشعب.
وأردف أن سعيّد قد "أوفى بوعوده الانتخابية عندما امتنع عمدا خلال حملته الانتخابية عن تقديم برنامج انتخابي اعتاد المترشحون في الماضي إعداده قبل الحملة الانتخابية، ثم ينتهكونه بمجرد انتخابهم، وتمثلت هذه الحملة التوضيحية في توعية الناخبين بحقيقة أن ما يحتاجون إليه، قبل كل شيء هو الحصول على الأدوات القانونية المناسبة لتمكينهم من التعبير عن وجهة نظرهم ووضع البرامج المناسبة المبنية على واقعهم. موضحا ان الناخبين ليسوا في حاجة إلى الثرثرة الانتخابية التي اعتاد المترشحون دائما على شحذها قبل إطلاقها بسخرية في حملاتهم الانتخابية الغنية بالأموال.
وقال إنه "بعد فشل الانتفاضات الشعبية، التي انهزمت وفشل الإسلام السياسي في إدارة بعض البلدان، أبرزها المغرب ومصر وتونس وليبيا ،فإن هذه الشعوب نفسها تحلم بالتنمية الاقتصادية والازدهار أكثر من أي شيء آخر. ومن هذا المنطلق، فإن مقاربة قيس سعيد مكنت لأول مرة في تاريخ البلاد الحديث، من بناء أواصر ثقة بين الدولة والشعب ثقة جديدة، ثقة متعددة بخروج النخبة الحاكمة القديمة. من طريقها للاستهزاء بهذا دون ضمير لسنوات. وكانت هذه الثقة الجديدة مصدر المرونة الرائعة التي واجه بها المجتمع التونسي، في عهد الرئيس قيس سعيد وبفضله الهزائم الوقحة للنخبة الحاكمة القديمة طوال عقد كامل."
ورأى أنه من هذا المنطلق كان الرئيس قيس سعيد وسيظل الضمانة التي لا تقبل الجدل لاستقرار البلاد.
وتساءل من ناحية أخرى، ما الذي يمكن أن يتوقعه الناس من أعضاء النخبة السياسية الذين أهدروا بعناد رأس مال ثقتهم مع الشعب والذين لم يظهروا قط أي شك أو انتقاد لسجلهم الكارثي، سواء عندما كانوا مساعدين مخلصين لبن على؟ أي عندما أمسكوا بزمام السلطة في أيديهم عقداً كاملاً اتسم بالأكاذيب وضعف الأداء على المستويين الاجتماعي والاقتصادي؟ هل لامازال من الممكن الحكم في تونس مع تجاهل الثقة التي نالها الرئيس قيس سعيد غالياً؟ وهل مازال من الممكن حكم تونس من خلال دولة مفترسة كما كان الحال في عهد بن علي أو في ظل "التوافقات" الشريرة الشهيرة؟ قائلا "ربما لا"، معتبرا ان المثابرة في هذا الاتجاه تخاطر بإرسال تونس إلى منطقة من الاضطراب وعدم الاستقرار يمكن أن تؤثر على المنطقة بأكملها.
كما اعتبر أن قيس سعيد رسم طريقا جديدا يصعب تجاهله، بغض النظر عن الانتقادات التي قد توجه إليه من البعض. وأنه غزا مساحة من المعنى السياسي الواضح والموثوق لقطاعات كبيرة من المجتمع التونسي، في حين يواصل أعضاء آخرون من النخبة السياسية الذين يعارضون بعضهم البعض الآن احتلال مناطق الهراء السياسي التي بنوها بأنفسهم بعناية على مدى عقد كامل من الزمن بالنسبة للبعض منهم على حساب الكذب وضعف الأداء والافتراس. قائلا إن نفورهم من قيس سعيد لا يمكن أن يشكل برنامجا سياسيا، وبالتأكيد لن يسمح لهم بخلق مساحة جديدة من المعنى السياسي قادرة على توحيد كتلة من المواطنين حولهم قادرة على ترجيح كفة الميزان لمصالحهم" وفق نص التدوينة.