هل أخطأ المشيشي اتصاليا عندما ربط الهجرة غير النظامية بالارهاب؟
واعتبر البعض أن هذه التصريحات صادمة في حين اعتبرها البعض الآخر حقيقة لا يمكن انكارها.
التيار الديمقراطي: "تصريح المشيشي مشين وصادم وعليه الاعتذار"
أولى ردود الأفعال حول تصريحات المشيشي جاءت من حزب التيار الديمقراطي الذي عبر في بيان له عن ادانته لما وصفه بالتصريح "المشين" الذي قام به رئيس الحكومة هشام المشيشي.
وطالب الحزب الحزب رئيس الحكومة بالاعتذار عن هذا التصريح الذي وصفه ب"الصادم"، معتبرا أن هذا التصريح من شأنه تغذية الوصم الذي يعاني منه العديد من مواطناتنا ومواطنينا في الخارج ومن إضفاء للشرعية على أطروحات اليمين المتطرف.
حزب العمال: الحكومة التونسية خضعت لإملاءات الحكومة اليمينية الفرنسية
بدوره عبر حزب العمال في بيان له عن ادانته لتصريحات المشيشي، منددا بما اعتبره خضوع الحكومة التونسية لإملاءات الحكومة اليمينية الفرنسية وقبولها استقبال المهاجرين الغير مرغوب بهم في تعارض مع مبادئ حقوق الانسان.
كما استنكر الحزب ما وصفها بسياسة التسوّل التي تنتهجها منظومة الحكم في تونس والتي تفرّط في سيادة وكرامة الشعب التونسي بحسب ما جاء في البيان
منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: المشيشي جعل تونس في وضعية مهينة وعليه الاعتذار
من جهته اعتبر الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر في تصريح للديوان أف أم، ان رئيس الحكومة هشام المشيشي جعل تونس في وضعية مهينة عندما ربط الهجرة غير النظامية بالإرهاب.
وبين بن عمر بأن هذا التصريح يعد وصما و إهانة لآلاف التونسيين في أوروبا،قائلا "حتى أعتى التنظيمات اليمينية المعادية للمهاجرين في أوروبا تحسب ألف حساب قبل أن تدلي بتصريح مماثل."
وأشار بن عمر الى ان رئيس الحكومة أعطى هدية للقوى المعادية للمهاجرين في فرنسا لان هناك إرادة لابتزاز تونس و تحميلها مسؤولية العمل الإرهابي الجبان في نيس .
وأضاف الناطق الرسمي باسم منتدى الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية أن رئيس الحكومة يعد في قطيعة مع الثورة وهو غير مطلع على ما يحدث داخل المجتمع قائلا" ان أقل شيء يقوم به هو طلب الاعتذار."
وانتقد بن عمر الدبلوماسية التونسية التي اعتبر أنها لاتملك رؤية واضحة حول المسألة، مؤكدا وجود تقييد لحرية تنقل التونسي من قبل أوروبا حيث أصبحت عملية الحصول على التأشيرة مهينة و فيها اذلال لكل تونسي.
أسامة الصغير: تصريح المشيشي من شأنه مزيد التضييق على وضعية آلاف التونسيين في أوروبا
بدوره اعتبر القيادي في حركة النهضة أسامة الصغير في تصريح للديوان أف أم، أن رئيس الحكومة هشام المشيشي أخطأ بربط الهجرة غير النظامية بالارهاب.
وبين بأن الصغير أن هذا الربط خاطئ ومجانب للصواب ومن شأنه مزيد التضييق على وضعية آلاف التونسيين القاطنين في أروبا الباحثين عن لقمة العيش.
وبين الصغير" كان لا بد على رئيس الحكومة التأكيد للشركاء الأوروبيين أن الشباب التونسي لا يمثل الارهاب وانما هو شباب ذو كفاءة وطامح للبحث عن مستقبل أفضل.
أمال الورتتاني: رئيس الحكومة قال الحقيقة ووقع تأويل تصريحاته
في المقابل اعتبرت القيادية في حزب قلب تونس أمال الورتتاني في تصريح للديوان أف أم، أن رئيس الحكومة قال الحقيقة، مشيرة الى أن الهجرة غير النظامية من بين آثارها السلبية الارهاب بحسب تقديرها.
وذكرت الورتتاني بالعملية الارهابية الأخيرة التي جدت بمدينة نيس الفرنسية والتي نفذها شاب تونسي هاجر مؤخرا الى ايطاليا بصفة غير نظامية.
وبينت الورتتاني بأنه وقع تأويل تصريحات المشيشي عن سوء نية، مؤكدة أن رئيس الحكومة من خلال تصريحه أكد على ضرورة تعزيز الاتفاقيات التي تهم الهجرة مع الدول الأوروبية .
يشار الى أن عدد التونسيين الواصلين إلى ايطاليا ضمن الهجرة غير النظامية منذ مطلع العام الجاري بلغ أكثر من 12400 شخص بحسب احصائيات أعلن عنها في وقت سابق المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
كاتب المقال مريم قديرة