وزير الخارجية يشرف على افتتاح أشغال المنتدى الاقتصادي التونسي-البرازيلي بساوباولو
وأكّد عمّار خلال كلمة بالمناسبة، أنّ تنظيم هذه التظاهرة يعكس حرص الفاعلين الاقتصاديين في تونس والبرازيل على استكشاف فرص شراكة جديدة في مجالات حيوية ،على غرار الطاقة والصناعات الغذائيّة والأسمدة والسياحة والاستفادة من الفرص الكبيرة المتوفّرة في كلا البلدين وتنوّع نسيجيهما الاقتصادي من أجل الارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي والمبادلات التجاريّة إلى أعلى المستويات.
ولاحظ أنّ تونس قد شرعت بالفعل في الإتجاه إلى السوق البرازيليّة ،وهو الأمر الذي يعكسه قرار فتح مكتب تجاري وقنصلي بساوباولو تابع لسفارة تونس بالبرازيل وهي الممثليّة التجاريّة الأولى لبلادنا في أمريكا الجنوبيّة ،حيث ستوكل لها مهمّة تدعيم المبادلات التجاريّة بين البلدين وإسناد المؤسسات الإقتصاديّة المصدّرة في اتجاه السوق البرازيليّة.
وقال وزير الخارجيّة إنّ هذه الخطوة جاءت لتنسجم مع الجهود التي قامت بها الدبلوماسيّة التونسيّة للتموقع في السوق البرازيليّة، مشيدا بنجاح المشاركة التونسيّة في نسخة 2024 لمعرض جمعيّة ساوباولو للمشروبات والصناعات الغذائيّة، أكبر تظاهرة من نوعها في أمريكا الجنوبيّة ،حيث أثبت خلالها المنتوج التونسيّ أنه جدير باحتلال مكانة متقدّمة في السوق البرازيليّة.
ودعا في هذا السياق ،رجال الأعمال في البلدين إلى استغلال هذا المنتدى من أجل التأسيس لشراكات اقتصاديّة وثيقة خاصّة في المجالات المجدّدة،مؤكدا حرص الحكومة التونسيّة على تشجيع وتسهيل المبادلات التجاريّة وتوفير مناخ ملائم للاستثمار من خلال وضع أطر تشريعيّة محفّزة للفاعلين الاقتصاديين في كافة المجالات، انطلاقا من إيمانها بأنّه لا يمكن الأمن تحقيق السلم والتنميّة إلاّ بالتعاون والانفتاح على كل الفضاءات وتنويع الشراكات خاصّة مع البلدان الصاعدة ومن بينها البرازيل، وذلك في إطار سعيها لتعزيز علاقاتها مع الجميع وليس لفائدة طرف على طرف آخر.
كما بيّن أنّ تونس بلد سلام وأنها تتعاون مع كل البلدان الصديقة على أساس الإحترام المتبادل والمصلحة المشتركة. ومن هذا المنطلق، فإن تونس، ذات العلاقات المتميزة والتاريخية مع كافة الفضاءات والبلدان في محيطها العربي والافريقي والمتوسطي وجوارها الاوروبي، مؤمنة بضرورة الانفتاح على التجمعات الاقتصادية الصاعدة كمجموعة البريكس التي تمثل أحد الأقطاب الاقتصادية الهامة خاصة وأن بلادنا تتمتع برصيد كبير من الاحترام مع كافة اعضائها ومن بينها البرازيل، أكبر قوة اقتصادية في أمريكا اللاتينية.
وشدد الوزير في السياق ذاته على أهمية تجسيد التعاون جنوب-جنوب والعمل على مزيد دعمه في ظلّ ما يشهده عالمنا اليوم من تحوّلات اقتصاديّة وسياسيّة واجتماعيّة عميقة، مؤكّدا على التوافق بين البلدين بخصوص السعي نحو إنشاء عالم أكثر أمنا وعدلا، يقوم على التفاهم والتعاون وليس القوة والهيمنة، مبرزا حرص تونس على التنسيق الوثيق والبنّاء مع البرازيل بشأن القضايا ذات العلاقة بالمسائل الدولية الشاملة في أفق احتضانها لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ « كوب 30″ العام القادم وكذلك في إطار أولويات رئاستها لمجموعة العشرين.
كما أشرف وزير الخارجيّة نبيل عمّار، بمناسبة انعقاد هذا المنتدى، على التوقيع على اتفاقيّة إعادة تفعيل مجلس الأعمال المشترك التونسي البرازيلي بين الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليديّة والغرفة التجاريّة العربيّة البرازيلية وتنصيب معز إدريس، رئيسا جديدا لمجلس الأعمال المشترك التونسي البرازيلي (من الجانب التونسي) إلى جانب روبنز حانون رئيس المجلس من الجانب البرازيلي والقنصل الشرفي لتونس بساوباولو.
وأشرف أيضا على مراسم توقيع المدير العام للصيدليّة المركزيّة على مذكرة تفاهم للتعاون بين الصيدليّة المركزيّة مع الجمعيّة البرازيليّة لمصنّعي الأدوية والهادفة إلى إرساء تعاون تونسي برازيلي في مجال التلاقيح والأمصال والبحث العلمي المتعلّق بالأمراض المستجدّة وكذلك تبادل الخبرات والتجارب في مجال الصناعات الدوائيّة.
وبالإضافة إلى اللقاءات الثنائيّة لرجال الأعمال التونسيين مع نظرائهم البرازيليين، أجرى المدير العام للمجمع الكيميائي التونسي عديد اللقاءات مع ممثلي عدد من المؤسسات الاقتصادية البرازيليّة الناشطة في توريد الأسمدة ومشتقات الفسفاط.
وتباحث المراقب العام المكلّف بإدارة الإسناد بالإدارة العامّة للديوانة التونسيّة مع مسؤولي الغرفة التجاريّة العربية البرازيليّة حول برامج العمل المشتركة خلال الفترة القادمة خاصّة في مجال تبادل الخبرات وتسهيل التجارة، ومن المبرمج أن يؤدي عددا من الزيارات الميدانيّة تشمل بالخصوص ميناء سانطوس بولاية ساوباولو للاطلاع على الأنظمة اللوجستية في هذه المنشاة البرازيليّة.