لماذا صفاقس مدينة غير نظيفة؟

في التقرير التالي نبسط إليكم جملة من الأسباب والفرضيات التي تفسر هذه الوضعية:

عون نظافة لكل 100 هكتار

يؤمن أعوان بلدية صفاقس نظافة حوالي 75 بالمائة من مساحة المنطقة (3500 هكتار) في مقابل 25 بالمائة يقوم بها الخواص وتضمّ البلدية 350 عونا أي بمعدّل 100 هكتار لكل عون وهو ما يمثّل نقصا كبيرا على مستوى الأعوان

بلدية صفاقس لم تتوجه نحو المكننة

هذا النقص المسجّل على مستوى الاعوان قابله غلق لباب الانتداب في الوظيفة العمومية وعدم توجّه البلدية نحو المكننة وتعصير عملية رفع الفضلات التي ضلّت بدائية إذ تقتصر على عملية تجميع الفضلات المنزلية دون الكنس وهو ما ساهم في انتشار الفضلات على طول الشوارع في ظلّ غياب الإحساس بالمسؤولية لدى عدد كبير من المواطنين الذي تقتصر عملية التنظيف لديهم على الفناء الداخلي لمنازلهم

أسطول النظافة بالبلديّة مهترئ

أما بالنسبة لأسطول النظافة بالبلدية فبينت رئيسة لجنة نظافة ببلدية صفاقس راوية عميرة أن أعطابا متكررة تطال أسطول النظافة في البلدية وخاصة على مستوى شاحنات رفع الفضلات وهو يؤثر سلبا على عملية الرفع

وفي نفس الغرض اضافت عميرة أن المنطقة البلدية تشكو من نقص كبير في الحاويات حيث ان البلدية لم تبرمج في ميزانية 2019 موارد لاقتناء الحاوية بتعلّة نقص الموارد المالية

ضعف بلدية صفاقس في تطبيق القانون

وصف الناشط في المجتمع المدني زياد الملولي بلدية صفاقس بالضعيفة على مستوى تطبيق القانون وردع المخالفين والمتجاوزين للقانون حيث أن البلدية لا تقوم بدورها الرقابي خاصة على مستوى الأسواق في المناسبات الكبرى والأعياد حيث تتحوّل مدينة صفاقس إلى رقعة من الأوساخ خاصة صبيحة عيد الفطر وثاني عيد الأضحى

كما أشار الملولي إلى تعويل البلدية في جانب كبير من عملية التنظيف على المجتمع المدني حيث دأبت كل النيابات الخصوصية التي مرّت على صفاقس بعد 2011 على هذه العادة وواصل فيها المجلس البلدي المنتخب 

تلوّث حزام بورقيبة

يشقّ حزام بورقيبة وسط مدينة على مستوى كم 4 ويمثّل متنفّسا مروريا لكنه يمثل بؤرة لتكدّس الفضلات والمياه الراكدة إذ تتحمّل إدارة المياه العمرانية مسؤوليتها في عدم جهر القنال وتنظيفه إذ تجاوزت مدّة عدم جهر القنال الـ 15 عاما على مستوى سيدي منصور حسب ما صرّح به رئيس جمعية تبرورة للتنمية المستدامة معز برك الله

بدورها رئيسة لجنة النظافة والبيئة ببلدية صفاقس أكدت تنصّل إدارة المياه العمرانية من مسؤوليتها تجاه صيانة قنال الحبيب بورقيبة وهو ما ساهم في انبعاث روائح كريهة وتكدس الفضلات إلى جانب الوشواشة وخروج الضفادع خاصة على مستوى منطقة سكرة

أزمة طريق حزام بورقيبة زادتها حدّة بطء الأشغال الجارية حاليا على مستوى المفترقات وتوقفها لأكثر من مرّة بسبب عدم إيفاء وزارة التجهيز بتعهّداتها المالية تجاه المقاولين المكلّفين بإنجاز الأشغال

مثال عمراني غير منظّم

شبّه الناشط في المجتمع المدني حاسم كمون صفاقس بالقرية الكبيرة بسبب الغياب الكلّي للتنظيم العمراني إذ ينتصب بائع الخضر والجزار والمقهى ومصلح السيارات جنبا إلى جنب وهو ما يجعل عملية التنظيف صعبة على حدّ تعبيره

وبيّن كمّون أن هذه الفوضى العمرانية تعزّزت بغياب صيانة المباني والمنشئات إذ تتحمّل في ذلك البلدية ومختلف الإدارات الجهوية مسؤوليتها مبيّنا في هذا الإطار غياب التعهّد بالبالوعات وهو ما يجعل صفاقس تغرق خاصة في موسم الامطار إذ تقوم القنوات بلفظ المياه عوض استيعابها نتيجة انسدادها بالأوساخ والأتربة والأحجار وتختلط بمياه الصرف الصحّي وتتدفّق على طول الشوارع والأنهج وهو ما يولّد أزمة بيئية حقيقية

كما أشار حاسم كمون إلى تواصل نقل المواد الفسفاطية وجميع المواد الملوثة وخاصة مادة البخارة التي غطت الشوارع والانهج وعلى طول السكة الحديدية في منطقة باب بحر رغم القرار البلدي بإيقاف عملية النقل في أواخر ديسمبر 2018

غياب الوعي المواطني

مسؤولية نظافة مدينة صفاقس يتحمّل جزءا منها المواطن إذ لا يلتزم أحيانا بتوقيت إخراج الفضلات ووضعها في الأماكن غير المخصصة لها وفي أكياس غير معدّة للغرض وهو ما يسهّل عملية نبشها من طرف الكلاب والقطط والخنازير التي تكاثرت خاصة في واد المعو وقنال سيدي سالم بسبب عدم جهرهما من قبل الإدارة الجهوية للتنمية الفلاحية بصفاقس ومن قبل الديوان الوطني للتطهير حسب ما بيّنته رئيسة لجنة النظافة والبيئة ببلدية صفاقس راوية عميرة

عميرة بيّنت أيضا كثرة النقاط السوداء والمصبّات العشوائية وخاصة منها مصبّات النفايات الصناعية وفواضل البناء التي يتخلّص منها أصحابها في تجاوز صارخ للقانون على مستوى الطريق الحزامية وقنطرة السياب وغيرهم ...

بدوره أرجع الناشط في المجتمع المدني حاسم كمون تنصّل المواطن من مسؤوليته في النظافة إلى عدم شعوره بالانتماء إلى المدينة بسبب غياب الأنشطة والحياة التي تستقطب المواطن داخلها وتعزّز انتماءه إليه على حدّ قوله

           وللحدّ من أزمة النظافة في مدينة صفاقس تشرع البلدية بداية من اليوم الثلاثاء في توزيع حوالي 600 حاوية على مختلف المناطق والدوائر البلدية باستثناء الدائرة الشمالية والبستان بكلفة جملية تناهز حوالي 240 ألف دينار وذلك لسدّ النقص الحاصل على مستوى الحاويات داخل المنطقة البلدية

يشار إلى أن بلدية صفاقس تقوم يوميا برفع حوالي 300 طن من الفضلات في الصيف (52 بالمائة من المعدّل العام لولاية صفاقس) وحوالي 250 طنّا في الشتاء على رقعة جغرافية تمتد على 5600 هكتار يسكنها حوالي 300 ألف ساكن.