الاختناق المروري في صفاقس : هل عمقت المفترقات الدائرية الكبرى الأزمة؟
منذ الصباح الباكرتتوافد السيارات من كل مكان حتى تلتقي أغلبها في المفترقات الكبرى التي تتوسط مدينة صفاقس، مثل مفترق باب الجبلي ومفترق طريق العين قرب المدينة ومفترق الناصرية.
تدفق هائل للسيارات عمق أزمة المرور..
تشهد هذه المفترقات اكتظاظا واختناقا مروريا كثيفا من الصعب التحكم فيه حيث تتأزم حركة المرور مع خروج التلاميذ أو بسبب المستشفى الجامعي إضافة إلى ذلك عدم إحترام الأولوية مما يخلق توقفا تاما للحركة.
"يوميا تتدفق قرابة 200 ألف سيارة في طرقات صفاقس وهو ما يفوق قدرة استيعابها" حسب ما صرح به رئيس لجنة التهيئة والتراخيص العمرانية ببلدية صفاقس محمد قدورة اليوم في برنامج "منك نسمع" على موجات الديوان اف ام في علاقة بمعظلة الفوضى المرورية في صفاقس.
فيما أشار الأستاذ الجامعي والمختص في سلامة الطرقات أحمد القسنطيني إلى مشكلة المباني المحيطة بالمفترقات التي عمقت أزمة المرور "المشكل الاساسي يتمثل في السيارات التي تتوقف لقضاء شؤونها في هذه المباني والتي لا تجد مكانا مخصصا للتوقف مما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى فوضى."
"هناك بعض المفترقات التي أسهمت في التخفيف من حدة الأزمة مثلا مفترق مجيدة بوليلة ومفترق طريق العين على عكس مفترق منزلشاكر الذي عمق معظلة الاختناق المروري بسبب تعدد التقاطعات" حسب ما أفاد به رئيس الغرفة الجهوية لاصحاب سيارات التاكسي ببصفاقسنور الدين قديش في برنامج "منك نسمع".
الطريق الحزامية زادت المفترقات اختناقا..
من المنتظر أن يحل مشروع الطريق الحزامية مشكلة الاكتظاظ المروري في صفاقس إلا أن الوضعية مالت إلىالتعقيد ووضح نور الدين قديش" بسبب تأخر تجهيز الطريق الحزامية والأشغال المتوقفة زاد تدفق السيارات على المفترقات الدائرية الكبيرة، فكل السيارات تتتخذ المفترقات ملجأ للهروب من الأشغال "
وما قد يزيد من تعميق الأزمة صرح رئيس لجنة التهيئة والتراخيص العمرانية ببلدية صفاقس محمد قدورة عن انطلاق تهيئة طريق مجيدة بوليلة، الذي يتوسط مدينة صفاقس، في الأيام المقبلة. وهذه الأشغال التي ستشمل الطريق من المتوقع أن تساهم في زيادة الضغط على المفترقات.
حلول في انتظار التنفيذ..
وعبر بعض المواطنين عن رأيهم في أزمة الاختناق المروري في المفترقات الدائرية الكبرى واقترح البعض إضافة إشارات مرور ضوئية عصرية تتحكم في الحركة ومجهزة بكاميرا مراقبة مثلما هو معمول به في كل أنحاء العالم أو إقامة الجسور كحل للأزمة.
أما البعض الآخر يعتقد أن تعزيز المفترقات بشرطة المرور من شأنه أنينهي الاكتظاظ في المفترقات. ولكن ما هو رأي المختصين؟
يقول الأستاذ الجامعي والمختص في سلامة الطرقات أحمد القسنطيني"عندما يتعلق الأمر بتصميم الطرقات تكون لدى المهندسين الحلول اللازمة منها النفق أو المفترقات المستديرة أو اشارات المرور وغيرها ولكن ما يسبق التنفيذ الدراسات."
ويضيف القسنطيني في مداخلته ببرنامج "منك نسمع" أنه لا يمكن بناء جسر أو تركيز الاشارات إلا بعد التخطيطلاستراتجية واضحة. وتتطلب هذه الدراسات بعض المعطيات التي ستبنى عليها الاستراتيجية مثلا عدد السيارات التي تتوافد على المفترقات في أوقات الذروة.
ومن الحلول التي يرتئيها الخبراء يرى رئيس مكتب صفاقس لجمعية تونس للسلامة المرورية لطيف غربال أن النقل العمومي لم يواكب حجم التطوّر العمراني والديمغرافي لمدينة صفاقس "الحل يكمن في توسيع المثلث الموجود بجانب المفترق حتى يتمكن السائق من دخول المفترق بأريحية."
*تقرير: سحر بنبلقاسم