مستشفى صفاقس الجديد : اين وصلت الاشغال؟ (تقرير)
لطالما كان مستشفى سليم شاكر بطينة محل جدل منذ الإعلان عن إنجازه بهبة من الحكومة الصينية تقدر 200 مليون دينار، و خاصة حول صبغته الجامعية من عدمها، حيث تم رفض الصيغة التي تم الإعلان عنها في ما مضى من طرف السلط الصحية كقطب مميّز متخصّص في مجال طب أمراض القلب والشرايين دون غيرها من الاختصاصات، مقابل التمسك آنذاك بصيغة المستشفى الجامعي متعدد الاختصاصات،
الجدل لم يقف عند حد الصبغة التي سيكون عليها المستشفى ، بل تعداها الى اجال انتهاء الاشغال فيه، حيث كان من المبرمج ان يفتتح في أواخر سنة 2019 قبل ان يتعهد الجانب الصيني باشغال توسعته، حيث تم في شهر نوفمبر 2019 توقيع اتفاقية بين الحكومة التونسية و نظيرتها الصينية لتوسعة المستشفى و التي ستنطلق اشغاله بداية من السداسية الثانية لسنة 2020، ويتكون المستشفى من مركز كبير للحروق البليغة حتى يخفف من الضغط الموجود على مستشفى الحروق البليغة ببن عروس واقسام طبية جراجية اضافة الى 6 قاعات للعمليات وقاعتي قسطرة
و في شهر ماي الماضي اعلن والي صفاقس أنيس الوسلاتي خلال حضوره في برنامج 'منك نسمع ' على موجات ديوان أف أم، ان المستشفى الجامعي الجديد 'سليم شاكر ' سيكون مبدئيا جاهزا للاستغلال في ظرف 3 أشهر (اوت 2020) حسب برنامج وضع للغرض، موضحا أن أشغال المستشفى انتهت على مستوى البناءات فيما تتواصل حاليا أشغال ربطه بشبكة التطهير و تقوية الربط بشبكة الماء .
وأوضح أن مجهز المستشفى سيكون الطرف الصيني بالشراكة مع وزارة الصحة التي تملك كل الاعتمادات اللازمة لاقتناء التجهيزات الضرورية
إدارة الصحة بصدد اعداد السيناريوهات لتشغيل المستشفى
تعمل الإدارة الجهوية للصحة بصفاقس هذه الأيام على اعداد كل السيناريوهات و الفرضيات الممكنة لتشغيل المستشفى في اقرب الاجال، حسب ما افاد به المدير الجهوي للصحة بصفاقس جوهر المكني في تصريح للديوان اف ام، موضحا انه سيتم عرض كل السيناريوهات على وزارة الصحة لتختار من بينها ما يتماشى مع الامكانيات و الأهداف المرسومة لهذا المشروع
كما أشار المكني الى وجود فرق تقنية تابعة للوزارة و لادارة الصحة بالجهة لمعاينة المستشفى و لرفع كل التحفظات الممكنة قبل فتح ابوابه لاستقبال المرضى
ادارة التجهيز: استكملنا كل الاشغال
اكد المدير الجهوي للتجهيز بصفاقس رجب عرعود ان الإدارة التي يشرف عليها قد انهت تدخلها بالمستشفى الجديد بطينة، و ذلك بعد ان اتمت كل المهام الموكولة اليها، و المتمثلة أساسا في اشغال تركيز المحول الكهربائي و اشغال تهيئة غرفة الموتى و تجهيزات المطبخ بالمستشفى
كما أوضح مدير التجهيز بصفاقس ان المستشفى في طور القبول الوقتي، و ذلك بعد استكمال كل الاشغال الداخلية بالمستشفى
مصلحة البناءات بوزارة الصحة: المنشأة جاهزة
بدوره، أوضح مصدر من مصلحة البناءات بوزارة الصحة في تصريح لديوان اف ام ان المستشفى جاهز على مستوى البنية التحتية، موضحا ان المصلحة غير معنية بالتجهيزات الضرورية لعمل المستشفى
ديوان التطهير: 50 بالمائة هي نسبة تقدم الاشغال
كشف مدير الديوان الوطني للتطهير بصفاقس منذر خماخم ان اشغال ربط المستشفى بشبكة التطهير وقع تعليقها في شهر ديسمبر 2019 و السبب الرئيسي هو عدم توفر الاعتمادات الضرورية بعد ان تم صرف القسط الأول من طرف المجلس الجهوي من ولاية صفاقس بتمويل من وزارة الصحة و وزارة المالية
كما اكد المدير الجهوي للتطهير ان نسبة تقدم الاشغال بالمستشفى تقدر بحوالي 50 بالمائة، و مدة الاشغال المتبقية تتراوح بين 5 و 6 اشهر على اقصى تقدير، مضيفا انه 'كحل وقتي يمكن نقل المياه المستعملة المتأتية من المستشفى عن طريق الناقلين الخواص لمحطة التطهير بصفاقس الجنوبية حتى يقع استكمال الاشغال المتعلقة بالربط الخارجي للمستشفى
الصوناد: خزان المستشفى ملئ بالمياه... و لكن؟
اكد المدير الجهوي للشركة الوطنية لاستغلال و توزيع المياه انه تم ربط المستشفى بالماء الصالح للشرب، كما تمّ ملء خزان المياه الخاص به، مضيفا انه يمكن تزويد المستشفى بالمياه بصفة وقتية الى حين الانتهاء من اشغال مشروع تامين المستشفى بالماء عبر قنال مـاتية من منطقة بومرة التابعة لمعتمدية منزل شاكر
منذ عام 2017 تاريخ انطلاق اشغال المستشفى الصيني الجديد، يعيش متساكنو ولاية صفاقس و الولايات المجاورة على امل تعزيز الجهة بمستشفى ثالث عساه يخفف الضغط عن المستشفيين الجامعيين الهادي شاكر و الحبيب بورقيبة خاصة و ان الجهة تستقطب المرضى من الولايات المجاورة، علاوة على ما تشكوه المستشفيات بالجهة من نقائص سواء في البنية التحتية او التجهيزات الطبية و المعدات و في ظل الوضع الصحي الراهن التي تمر به البلاد بسبب جائحة الكورونا...فهل بالإمكان استكمال النقائص و توفير التجهيزات اللازمة ليفتح مستشفى سليم شاكر ابوابه لاستقبال المرضى في الآجال التي اعلن عنها وزير الصحة؟ و ماهو مصير اشغال توسعة المستشفى التي من المبرمج انطلاقها بداية من السداسية الثانية للسنة الحالية؟
كاتب المقال La rédaction