عبد الرزاق كريشان :موسم زيتون ضعيف هذا العام... و نحن نعاقب في صفاقس لأننا نعمل
و في ولاية صفاقس يستعد الاتحاد الجهوي للفلاحين لتنظيم وقفة احتجاجية تعبيرا عن غضب الفلاحين و البحارة بالجهة، يعقبها اجتماع المجلس الجهوي للاتحاد بتاريخ الـ5 من أكتوبر القادم...فما مردّ حالة الاحتقان التي يعيش على وقعها الفلاحون و البحارة بولاية صفاقس ؟ ماهو برنامج المجلس الجهوي الموسع لاتحاد الفلاحين ؟ هل تم التعويض للفلاحين و البحارة عن الخسائر الناجمة عن الجوائح؟ و ماهي استعدادات صفاقس لموسم جني الزيتون؟...عن هذه الأسئلة و غيرها كان لديوان اف ام الحوار التالي مع رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحين بصفاقس عبد الرزاق كريشان
ما مردّ حالة الاحتقان التي يعيش على وقعها الفلاحون و البحارة في ولاية صفاقس؟
الأسباب عديد ومتعددة، لكن لعل اخطرها هو محاولة الوزارة الالتفاف على الاتفاقات التي كانت قد امضتها مع المهنة و وقع الاتفاق بشانها، و هذا ما انجر عنه تأزم الوضع في القطاع الفلاحي و في قطاع الصيد البحري، و الفلاح يتجرّع مرارة هذه التصرفات...
لك على سبيل الذكر لا الحصر ان الوزارة تسعى جاهدة ودون اتفاق الى تفعيل زيادة في الخدمات المينائية تصل الى حدود 700%، علاوة على التفافها على الاتفاقات المبرمة في مجلس 5 زائد 5 (يضم 5 أعضاء من المكتب التنفيذي من الاتحاد التونسي للفلاحة و الصيد البحري و 5 أعضاء من الحكومة) و من بينها الاتفاق على زيادة بـ5% في دعم المحروقات بالنسبة لقطاع الصيد البحري
اليوم قطاع الصيد بالجر مستهدف مقابل تفاقم ظاهرة الصيد العشوائي و صمت الإدارة على كل ما يجري
المكتب التنفيذي الموسع للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري كان قد دعا مجالس الاتحادات الجهوية للانعقاد بغاية الحشد للتحرك الاحتجاجي، فكيف ستتفاعلون مع هذه الدعوة؟
سينظم الفلاحون غدا الأربعاء وقفات احتجاجية بمختلف الموانئ بالجمهورية، و في صفاقس سيجتمع غدا البحارة و الربابنة والمجهزين و أعضاء المكتب التنفيذي الموسع للاتحاد الجهوي للفلاحة بصفاقس امام نقابة صيد الأعماق بالميناء و من ثم ينظمون وقفة احتجاجية امام المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية، كما تم خلال المكتب التنفيذي الموسع للاتحاد التونسي للفلاحة و الصيد البحري الأخير، إقرار تنفيذ وقفات احتجاجية بمختلف الولايات يوم 14 أكتوبر القادم
ماهو برنامج المجلس الجهوي الموسع لاتحاد الفلاحين بصفاقس؟
أولا لا اخفيك سرا ان المجلس الجهوي الموسع لاتحاد الفلاحين يعقد في الحالات القصوى والاستعجالية، و تضم تركيبته أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي للاتحاد، رؤساء الاتحادات المحلية و جميع الهياكل النقابية... و يخصص هذا المجلس للاعلام بالوضع الخطير الذي تعيشه الفلاحة التونسية و التحفيز للمشاركة بكثافة في الوقفات الاحتجاجية، خاصة وانه لم يبقى لنا اليوم غير النضال و نحن أصحاب شعار 'ماضاع حق وراءه طالب'
سيجتمع المجلس يوم الاثنين القادم باشراف 3 أعضاء من المكتب التنفيذي للاتحاد، في ظل الإشكاليات التي تعاني منها عديد القطاعات... قطاع الصيد البحري يئن، موسم الزراعات الكبرى لم يتم التحضير له على مستوى الوزارة بالنسبة للبذور و 'الامونيتر' و الفسفاط... و ما من مؤشرات لحل الإشكاليات امام لامبالاة الوزارة
ماهو حجم الخسائر التي لحقت بالفلاحين و البحارة بسبب ازمة الكورونا؟ و هل من تعويضات للعاملين في القطاع؟
عن أي تعويضات تتحدث؟ لا يوجد تعويضات للعاملين في القطاع الفلاحي لانهم لا يمتلكون 'باتيندا' على غرار القطاعات الأخرى...نحن نعاقب جراء الكورونا و التي عمقت من مشاكلنا، حيث تعطلت ملفات الاستثمار المرتبطة باجال تزامنت مع الجائحة،و هو ما تسبب في تأجيل اغلبها، بل و حتى رفض بعضها لانتهاء الاجال
و بالنسبة لصندوق الجوائح لم يتم الى غاية اليوم تعويض الفلاحين عن جائحة الجفاف، و هذا يدخل في باب التلكؤ و عدم الاعتراف باي اتفاق سابق على غرار اتفاق الشراكة المبرم مع الحكومة في قطاع الالبان و الحوم الحمراء، وكذلك اتفاق الشراكة في قطاع الصيد البحري و تأجيله من حين لآخر دون أسباب، و هو أيضا شأن الاتفاق المبرم في قطاع الدواجن و الزراعات الكبرى و غيرها...
و ماذا عن خسائر الفلاحين بسبب الامطار الأخيرة؟
تسبب الامطار الأخيرة التي تهاطلت على ولاية صفاقس في اضرار جسيمة في اشغال المحافظة على أديم الأرض و التربة، كما ألحقت اضرارا بـ'الطوابي' و الحواجز الترابية...على مستوى التعويضات تم الاتفاق مع الحكومة السابقة و رئيس المنظمة بتخصيص 26.5 مليون دينار لتعويض الفلاحين على الخسائر منذ سنة 2017 من بينها 5.6 مليون دينار وقع تخصيصها للبحارة المتضررين جراء المد الأحمر ...و بقدرة قادر طارت كل الاعتمادات دون الحصول على تعويضات
متى ينطلق موسم جني الزيتون؟ و ماهي توقعاتكم للصابة؟
لقد سجلنا الموسم الماضي صابة قياسية من الزيتون، و الحمد لله انه وقع تصدير اغلب الكميات...و لكن الفلاح خرج من هذا الموسم القياسي بيد فارغة و أخرى لا شي فيها و لم يستفد منه الّا السّاسة...
اما بالنسبة للموسم الحالي فهو موسم ضعيف مقارنة بمواسم الذروة... في حدود 50 الف طن من الزيتون أي 10 الاف طن من الزيت و هي كميات ضعيفة جدا و تقتصر على الزيتون السقوي...و السبب ان خاصية نوعية الزيتون 'الشمالي' فيها المعاومة (عام بعد عام) مع التاخير الموسم الماضي في جني الزيتون جراء الكورونا
الامطار الاخيرة سيكون مفعولها جليّا في موسم 2021-2022 و هو موسم قياسي يتطلب تحضيرات من الآن، و لكن مع من؟ مع أناس لا يهمهم الاقتصاد الوطني و الفلاحة التونسية و التي يتعاملون معها على انها بقرة حلوب....كان من المفروض ان نستعد و تعودنا بعقد جلسات على مستوى الولاية نستعد فيها للموسم حتى و لو كانت الصابة ضعيفة..خاصية العام هذا انها كميات ضعيفة ومع الامطار بدأت حبات الزيتون بالتساقط من الأشجار
كان من المفترض ان يقع افتتاح موسم الزيتون في اقرب فرصة، ولا تتجاوز في تقديري تاريخ 15 أكتوبر القادم ...ولكن الا غاية اليوم ما من استعداد او تحضيرات تذكر
ماذا عن المناطق الفلاحية بجهة صفاقس؟ هل تأثرت بفعل التوسع العمراني و بفعل الخسائر التي يتكبدها الفلاحون؟
الفلاح لا يتراجع ابدا، و قد لاحظنا في اللجنة الجهوية لاسناد الامتيازات نموا و لو كان طفيفا في ارقام الاستثمار هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية رغم الكورونا والصعوبات و الجوائح...ثمة اقبال على الاستثمار في القطاع الفلاحي و تطوير للفلاحة بالنمط السقوي و التكثيف في عدد الغراسات
و كيف تقيمون وضع قطاع الدواجن في ولاية صفاقس اليوم، خاصة و ان الجهة طالما كانت رائدة على المستوى الوطني في انتاج الدواجن و بيض الاستهلاك؟
صراحة نحن في صفاقس نعاقب لاننا نعمل...كيف لا و هم يضعون جميع العراقيل امام منتجي البيض وهو قطاع تحتل فيه صفاقس المرتبة الأولى وطنيا بنسبة تقدر ب60 بالمائة... كما تمتلك الجهة طاقة انتاج تغطي السوق التونسية ب3 مرات... يضعون العراقيل حتى صار القطاع يتكبد خسائر متتالية لمدة سنوات جراء غلق الأسواق الخارجية وسوء التصرف...الحلول موجودة ولكن تعوزنا الإرادة السياسية
حاوره فؤاد مبارك
كاتب المقال La rédaction