السفر عبر الكورونا ... مغامرة محفوفة بالمخاطر

قبل ليلتين من عودتي الى تونس راجت 'أخبار 'عن إيقاف حركة القطارات بين النمسا وإيطاليا فيما تواترت أخرى عن إمكانية إيقاف تونس لحركة النقل الجوي للمسافرين مع ميلانو ... احدى المدن التي سأمر بها في رحلة عودتي الى تونس العاصمة ...
لحسن الحظ لم توقف النمسا حركة القطارات مع إيطاليا مثلما راج، وانما تم الاشتباه في إصابة مسافرين، كانا على متن قطار قادم من إيطاليا، بالكورونا ...
الركوب في قطار الكورونا !
كانت الساعة تشير الى الثامنة ليلا عندما صعدت القطار المتجه الى مدينة ميلانو – من مدينة ميونيخ الألمانية ... 'نايتجات' هو القطار الليلي الذي يستغرق حوالي 12 ساعة للوصول الى محطة 'ميلانو بورتا غاري بالدي ' ،
عدد قليل من المسافرين كانوا على متن القطار ... لم يأت أي مراقب للتثبت في التذكرة ... تساءلت هل أنا في 'قطار الكورونا ' !
في الصباح الموالي بدت إيطاليا كئيبة، عدد لا بأس به من المسافرين-في المحطات الكثيرة التي مررت بها يلبسون الكمامات الطبية، بعضهم يرتدي قفازات ...هناك خوف خفي من مرض غامض ... وحذر زائد عن اللزوم ...
عندما وصلت في الساعة التاسعة صباحا أخذت مترو الأنفاق نحو محطة 'ميلانو سونترال ' – المحطة شاسعة أكبر من أي أخرى رأيتها في النمسا أو ألمانيا ... رجال الشرطة و العاملون في شركة Treni italiaـ لا يرتدون أي قفازات أو كمامات ... بينما يضع غالبية المسافرين كمامات مختلفة الأحجام و الألوان و من لم يستطع منهم اقتناء واحدة كان يضع أي شيء حول وجهه ...
شكرا كورونا !
في طريق العودة تم ابلاغي من قبل مصلحة الموارد البشرية في الإذاعة بضرورة ملازمة المنزل لمدة 14 يوما كإجراء احتياطي وقائي أوصت به الإدارة الجهوية للصحة بصفاقس.
قلت في نفسي 'ربّ ضارّة نافعة ' 14 يوما في المنزل بعد رحلة طويلة متعبة ... خصوصا أنني لم أرى عائلتي منذ أشهر بعيدة ...
حيث حقول القمح و الشعير الخضراء الشاسعة ...تنتصب أشجار السرو ... و البحيرات و السدود و الجبال .... أنا هنا حقا أنعم براحة لها طعم مختلف ...شكرا كورونا على هذه اللحظات المخيفة –الرائعة و الجنونية في آن واحد .
نحو العودة مرة أخرى الى ماربورغ
في ماربورغ الالمانية حصلت على تربص في الصحيفة الورقية للمدينة - من المنتظر أن أعود مرة أخرى لإجرائه و مباشرة العمل مع الصحيفة لمدة محددة، وزيارة عدد من المؤسسات الإعلامية في مدينة فرانكفورت....أمامي تحد جديد هذه المرة وهو تعلم اللغة الألمانية...