حمادي الجبالي: من رجل النهضة الى رجل دولة
استقالة من الحكومة وحركة النهضة
حكومة الترويكا ورغم الانتقادات التي وجهت لها من جانب الأطياف السياسية الا أنه اعتبرها ''أفضل حكومة على الإطلاق'' لأنها جسدت الشراكة في الحكم بين حركة اسلامية وقوى علمانية. هذه الحكومة كانت سببا في خلاف بين النهضة والجبالي حين دعا هذا الاخير الى سقوطها وتعويضها بحكومة تكنوقراط اثر اغتيال الشهيد شكري بلعيد
فترة الحكم التي دامت أقل من سنتين وانتهت باستقالته من الحكومة ومن حركة النهضة حافظ خلالها الجبالي على ''ابتسامته الشهيرة'' في جميع لقاءته الاعلامية وفي مواجهة حالة الاحتقان التي عمت الشوارع في المدن التونسية وسهام المعارضة السياسية على اثر حادثة الاغتيال.
هذه الابتسامة العريضة لازمته حتى داخل اسوار السجن والذي قضى فيه 15 سنة بسبب انتمائه لحركة الاتجاه الاسلامي زمن حكم بن علي وقاوم بها ويلات التعذيب في السجن الانفرادي من طرف اعوان السجن الذين يعمدون في كل مرة الى تعويم رواق السجن بالماء و«الأومو» والزج بسجناء حركة النهضة في هذا الفضاء والجري وراءهم بالكلاب'' وفق رواية لاحد السجناء
3 رئاسات في تاريخ الجبالي... فهل يفوز بالرابعة ؟
وسبق لحمادي الجبالي قبل ترأسه لحكومة 2011 أن تولى رئاسة النهضة خلال حملة الاعتقالات التي طالت رموز الحركة في سنة 1982 وخاض خلالها معارك سياسية عنيفة تراوحت بين الملاحقات الأمنية والمضايقات استهدفت عائلته وأقاربه وأصدقائه وافضت الى إبرام صلح مع محمد مزالي الوزير الأول لبورقيبة في صيف 1984.
وتواصلت الملاحقات الامنية لقيادات الحركة خلال فترة بن علي وأشهرها الاحكام الصادرة عن محكمة أمن الدولة التي وصلت الى حد الاعدام فيما يعرف بتفجيرات سوسة والمنستير واتهام رفاق حمادي الجبالي في حركة الاتجاه الإسلامي بالوقوف وراء هذه التفجيرات الدامية فيما لا تزال تلاحق الجبالي تهم التورط في هذه التفجيرات الى غاية اليوم من بعض السياسيين.
شغفه بالكتابة والتدوين بالمواقع العربية دفعت بقيادة الحركة الى تعيينه رئيس التحرير بالصحيفة الأسبوعية الناطقة باسمها «الفجر» التي تعرضت للإيقاف بعد إصدار بعض أعدادها، وكانت السبب المباشر لإعادة اعتقاله ومحاكمته في 1991 بتهم انتهاك قانون الصحافة في فصول «الثلب ونشر الأخبار الزائفة».
ولئن تعهد الجبالي في برنامجه الانتخابي للانتخابات الرئاسية بتطوير العلاقات الدولية والديبلوماسية فان العديد من المتابعين للشأن السياسي يعيبون مواصلة مقاطعته للنظام السوري وما اعتبرها ''الجرائم الشنيعة التي ارتكبها بشار الاسد في حق الشعب السوري''.