'الجنرال ' و 'الإخوة الكبار' : معركة القيادة النقابية صلب اتّحاد الشّغل
في قمّة هرم القيادة العليا صلب أعرق تنظيم عمالي في تونس تنتصب المركزية النقابية بأمنائها العامين المساعدين وعلى رأسها أمين عام لكامل المنظمة يتزعم حشودا كبيرة من القيادات السفلى والوسطى والعليا للنقابات القطاعية والاتحادات الجهوية.
هم 'الإخوة الكبار' لكافة العمال والحاكمون بأمرهم صلب اتحاد الشغل غالبا ما يظهرون دون ربطات عنق وفاء للتقاليد النقابية العريقة والزعماء رموز الاتحاد.
منذ أقل من عام يعرف الاتحاد أزمة داخلية بين مركزيته وأكبر نقابة قطاعية صلبه (جامعة التعليم الثانوي) أثارتها رغبة سبعة أمناء عامين مساعدين ثامنهم الأمين العام للمنظمة الترشح لعهدة ثالثة صلب المركزية النقابية وذلك من خلال تنقيح الفصل 20 من قانون المنظمة عبر مؤتمر استثنائي غير انتخابي.
حاول الاتحاد جاهدا بمناسبة مجلسه الوطني في أوت المنقضي اخفاء المسألة بل واعتبرها شأنا داخليا لا يهم وسائل الاعلام وقال على لسان بعض أمنائه العامين المساعدين ان المرور الى طرح هذا التنقيح للفصل عشرين كان عبر تصويت المؤتمرين في المجلس الوطني لصالح ذلك وهو ما يكسبه الشرعية المطلوبة ويعتبر قرارا نابعا من المجلس الوطني الذي يعد سيد نفسه.
فمن هم أعضاء المكتب التنفيذي الذين سيستفيدون من تنقيح الفصل عشرين والترشّح لعهدة ثالثة للبقاء في المركزية النقابية؟ وماذا يحصل داخل الاتحاد؟
يسعى المؤتمر 'الاستثنائي وغير الانتخابي ' لاتحاد الشغل الذي كان من المبرمج أن ينعقد غدا و بعد غد في ولاية سوسة في ظرف صحي استثنائي هو الآخر ، الى تثبيت ثمانية إخوة كبار جاء بهم مؤتمر طبرقة في ديسمبر 2011 في مناصبهم وهم : نورالدين الطبوبي- سامي الطاهري- سمير الشفي - حفيظ حفيظ - أنور بن قدور- عبد الكريم جراد - كمال سعد - محمد المسلمي.
و لا يتيح الفصل 20 من النظام الداخلي للاتحاد بمضمونه الحالي لهؤلاء الثمانية الكبار الترشح لعهدة ثالثة للبقاء في المركزية النقابية حيث ينص على أنه : 'ينتخب أعضاء المكتب التنفيذي الوطني من قبل المؤتمر العام بالاقتراع السري لمدة 5 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة .... ' .
القادمون الى المركزية النقابية بعد الثورة سيضربون الديمقراطية الداخلية للاتحاد في مقتل مثلما تعتبر ذلك قيادة نقابة التعليم الثانوي ولكن لماذا تعارض أكبر نقابة قطاعية صلب المنظمة الشغيلة تنقيح الفصل عشرين؟
وراء معارضة نقابة الثانوي طموح وتعطش من قبل كاتب عام النقابة لسعد اليعقوبي للصعود من وسط التنظيم النقابي الى القيادة العليا ...
الجنرال كما يلقبه زملاؤه من أساتذة التعليم الثانوي قاد محطات و تحركات راديكالية أحرجت حتى المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل عندما قاطعت جامعة الثانوي الدروس في وقت غير بعيد ..ويطمح بعد قضائه سنوات طويلة صلب القيادة الوسطى الى الوصول للقيادة العليا ولكن ذلك يصطدم برغبة اخوته في التمديد.
لسعد يعقوبي جنرال قطاع التعليم الثانوي الذي عرف أيضا بعبارة شدوا الهمة ابان التحركات الراديكالية للأساتذة هو واحد من جنرالات القطاعات العديدة والاتحادات الجهوية للشغل ، قيادات وسطى كثيرة تطمح يوما الى الوصول الى 'مركزية الاتحاد وتنتظر بفارغ الصبر قدوم المؤتمر الانتخابي لإعداد قائمة تنافس على مقاعد المركزية النقابية ولكن ذلك يصطدم بواقع آخر ... .
في صراع الجنرال و الاخوة الكبار صراعات داخلية أخرى صلب الاتحاد حيث اقتنع عديد النقابيين الرافضين لقرار التمديد أن فرصهم بالفوز بمقاعد المركزية في المؤتمر القادم ستتضاءل الى حد كبير ناهيك و أن هؤلاء الأمناء العامين المساعدين يملكون سلطة كبيرة على حشود العمال .
مرور الاتحاد الى السرعة القصوى ومحاولة إنجاز هذا المؤتمر رغم الوضع الوبائي الوطني و الحجر الشامل في سوسة يندرج في اطار الضمانات التي حصلت عليها القيادات النقابية من المؤتمرين للتصويت لصالح تنقيح الفصل عشرين الغاية الأساسية من عقد المؤتمر ، مثلما تعتبر ذلك مصادر من داخل الاتحاد .
لم يكن خطّ منظمة حشاد بعد الثورة منذ زمن الأمانة العامة لحسين العباسي يختلف كثيرا عن خط زمن الأمانة العامة للأمين العام الحالي نور الدين الطبوبي ، ولكن كيف سيكون خط الاتحاد بعد المؤتمر القادم ، خصوصا و أن العديد يعتبرون أن الطبوبي كان جزءا من وأد التحركات الاجتماعية التي شهدتها البلاد مؤخرا ، بينما يجزم شق ثان أنه ملتزم بالخط العاشوري و يقف الى جانب الدولة ووحدتها .
أضحت المسألة الديمقراطية داخل الاتحاد محل تشكيك من نقابيين ناضلوا لسنوات صلبه بل ان هؤلاء المؤتمرين الاستثنائين أمام امتحان تاريخي و عسير ، فهل سيسعون الى رفض التمديد لإخوتهم الكبار أم أنهم سيثبتونهم لسنوات أخرى في المركزية النقابية ؟