افتتاحية لومنود الفرنسية: مخاطر فشل الثورة التونسية
قبل عشر سنوات أدت بادرة يأس تاجر فواكه وخضروات متنقل، محمد البوعزيزي، إلى إشعال النار في نفسه للتنديد ببؤس الجنوب التونسي، إلى حركة شعبية شرسة، لن تتوقف.
انتفض الشعب التونسي وطرد الديكتاتور بن علي وكان سيطلق، في أماكن أخرى من المنطقة، انتفاضات أخرى أُطلق عليها على عجل "الربيع العربي".
سرعان ما حل الشتاء على العالم العربي، وطرد الإسلاميون الديمقراطيين الثوريين أو سحقهم الجيش.
يبدو أن تونس الصغيرة فقط هي التي أفلتت من هذا البديل المظلم وقادت، بجهد ولكن دون الانحراف عن هدفها، تحولها الديمقراطي حتى أنها تمكنت من التغلب على أزمتين رئيسيتين: أزمة الانقسام الأيديولوجي، في عام 2013 ، بين الإسلاميين والمناهضين للإسلاميين مستفيدة من ثقافة الحوار ولديها الموارد اللازمة لتسوية تاريخية ثم التحدي الجهادي مع موجة الهجمات المميتة عام 2015.
بعد عشر سنوات، أصبح التحول الديمقراطي التونسي في خطر. بعيدًا عن الاحتفال بهذه الذكرى باعتبارها انتصارًا ، تحدث هذه الذكرى في مناخ متردي ، حيث يجتمع التدهور الاقتصادي وعدم الاستقرار الاجتماعي والشلل السياسي.
وفشلت النخبة السياسية التي تولت السلطة منذ عام 2011 في معالجة الفجوات الاجتماعية والجهوية التي ابتليت بها تونس لعقود، بين المناطق الداخلية المهجورة والساحل الأكثر ازدهارًا نسبيًا وأدت خلافات الائتلافات الحاكمة والارتباك المؤسساتي الذي أحدثته إلى إضعاف الحوكمة الاقتصادية مما خلف تراجعا يعود إلى إنهاك الطبقة الوسطى التي كانت مصدر فخر في عهد بورقيبة وتفاقما في عدم المساواة بين الجهات.
هذا الفشل الاجتماعي والاقتصادي ، الذي تفاقم بسبب تأثير وباء الكورونا وخاصة في مجال السياحة، أصبح الآن يهدد المشروع الديمقراطي نفسه.
لقد اعتمد نظام بن علي التسلسل الهرمي بين الحقوق الاقتصادية والحقوق السياسية لتبرير الديكتاتورية وها أن النقاش العام أصبح يتمحور حول ما الفائدة من الحرية إذا كان ألا يمكنك أن تأكل ما يكفيك.
يشار إلى أن التلفزيون البلجيكي والصحيفتين الفرنسيتين "لوموند" و"ليبيرسيون" نشرت مقالات حول الثورة التونسية.