بصيص أمل يلوح في الأفق ...هل تنهي جلسة مفاوضات اليوم أزمة التعليم الثانوي؟

يستأنف ظهر اليوم الاثنين المسار التفاوضي بين وزارة التربية والجامعة العامة للتعليم الثانوي حول المطالب القطاعية بعد انقطاع دام شهرين وسط رغبة متبادلة من الطرفين النقابي والحكومي في انهاء الأزمة وانقاذ السنة الدراسية وانجاح الامتحانات الوطنية.

أبرز المطالب

وتطالب الجامعة العامة للتعليم الثانوي بمضاعفة المنحة الخصوصية لمنظوريها من الأساتذة وتخفيض سن التقاعد على أساس قاعدة 32 سنة عمل فعلي وبلوغ سن 57 سنة بالإضافة الى تحسين أوضاع التدريس بالمؤسسات التربوية والترفيع في ميزانياتها وترفيع منح العودة المدرسية واصلاح ومراقبة الامتحانات الوطنية وتشريكها في عملية الإصلاح التربوي وتسوية وضعية الأساتذة النواب بالإضافة الى تجريم الاعتداءات بالعنف على الأساتذة في المؤسسات التربوية.

وتستند الجامعة في مطالبها الى مشقة المهنة وارتفاع حالات وفاة الأساتذة في قاعات الدروس والمؤسسات التربوية بالإضافة الى تدهور المقدرة الشرائية لمنظوريها وتكرر الاعتداءات بالعنف على الأساتذة ...، وفق تصريحات لقيادات في النقابة القطاعية.

رد الوزارة

مطالب بالجملة عبرت وزارة التربية مؤخرا عن استعدادها لتلبية عدد منها ومراجعة منح العودة المدرسية واصلاح ومراقبة الامتحانات الوطنية والترفيع في ميزانيات المؤسسات فيما شكل مطلبا التخفيض في سن التقاعد والترفيع في المنح الخصوصية نقطتين خلافيتين تسببا في تعثر المسار التفاوضي خلال السنة الفارطة والسنة الجارية.

مقترحات الجامعة لتجاوز النقاط الخلافية

ومن المنتظر أن تتسم جلسة اليوم بمرونة أكثر في التفاوض وفق تصريحات الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي الذي أفاد في جلسة استماع له أمام لجنة الشباب والتربية والشؤون الثقافية بالبرلمان أن الجامعة اقترحت احداث صندوق اجتماعي يساهم فيه الأساتذة وتشرف على ادارته كل من وزارة المالية وجامعة الثانوي ووزارة التربية، معربا عن استعداد الجامعة للتعاطي بأكثر مرونة مع كلفة تخفيض سن التقاعد وهو ما من شأنه عدم التأثير على الاعتمادات المدرجة في ميزانية الدولة.

نهج احتجاجي يلاقي الرفض

وقد شكل النهج الاحتجاجي الذي توخاه الأساتذة عبر مقاطعة امتحانات الثلاثي الأول والثاني استهجان الأولياء الذين طالبوا بعدم حشر أبنائهم في الخلاف النقابي-الوزاري معبرين عن خشيتهم من ضياع السنة الدراسية وذهابها نحو المجهول في ظل شبح البياض الذي يخيم في الأفق.

من جهتها رفضت المركزية النقابية تبني هذا الشكل الاحتجاجي وأصدر المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد بيانا عبر فيه عن رفضه لمقاطعة الامتحانات.

المركزية النقابية والجامعة القطاعية:من الخلاف والجفاء الى الانسجام والتدخل لإنهاء الأزمة

شهدت العلاقة بين النقابة القطاعية للأساتذة والمركزية النقابية جفاء وتوترا منذ الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد المنعقدة في أفريل 2018 بالحمامات حيث نزلت المركزية بكل ثقلها من أجل عودة الأساتذة الى قاعات الدروس وتسليم أعداد الامتحانات خلال السنة المنقضية مع التعهد بتوفير غطاء للجامعة في المفاوضات والدفع باتجاه حل ينهي الأزمة.

ولكن مع حلول سنة دراسية جديدة دون التوصل الى اتفاق ظهرت بوادر الخلاف جلية بين الطرفين حيث وجه الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي على هامش اجتماع قطاعي بصفاقس سهام النقد الى المركزية النقابية قائلا ان الحكومة تسلحت ضد الجامعة بموقف الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد لإجهاض لحمة القطاع وتحركاته النضالية التي أربكتها مشيرا الى أن قرار الهيئة الإدارية بالتراجع عن تعليق الدروس واستئناف التفاوض مع وزارة التربية كان جاهزا وفي غير موقعه نظرا لتعنت الوزارة في الاستجابة لمطالب المدرسين.

لا شك أن حضور ممثل عن المركزية النقابية في مفاوضات اليوم بين وزارة التربية وجامعة الثانوي يمثل رغبة من المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد في التدخل لإنهاء الأزمة التي طالت وشكلت مصدر قلق للتلاميذ والعائلات التي أضحت تعيش في حيرة من أمرها.

يلوح بصيص أمل في الأفق قد ينهي أزمة التعليم الثانوي ويجنب العائلات والتلاميذ شبح السنة البيضاء ليقع على ضوئه توقيع اتفاق يساهم في إقرار هدنة اجتماعية في المؤسسات التربوية وهو ما يدعو الحكومة الى الدفع بهذا الاتجاه وإيلاء الملف التربوي كل العناية في ظل إحساس عميق بالخيبة من قبل العائلات التونسية.