في ظلّ التحديات الاقتصادية و الاجتماعية: ثورة تونس تطوي عامها التاسع
و اندلعت الشراة الاولى للثورة التونسية بتاريخ 17 ديسمبر 2010 في مدينة سيدي بوزيد، حين أقدم الشاب محمد البوعزيزي على إضرام النار في جسده احتجاجا على مصادرة عربته و تعبيرا منه عن شعور عميق بالإحباط واليأس...حادثة وجدت صداها لدى متساكني سيدي بوزيد الذين خرجوا في مسيرات و مظاهرات تنديدا بتردي الأوضاع الاجتماعية و استفحال الفقر و البطالة و استشراء الفساد
ومع فشل السلطات في كبح جماح التحركات الاحتجاجية بعيدا عن سياسات القمع و حملات الاعتقالات و الايقافات المعتادة، انتقل الغضب الشعبي ليشمل بقية المدن و يتحول إلى مواجهات عنيفة بين المحتجين وقوات الأمن مما اسفر عن سقوط العشرات من القتلى و الجرحى في مختلف ولايات البلاد، ما عجّل بانتصار الشارع التونسي و هروب الرئيس بن علي آنذاك الى السعودية وسقوط نظامه بتاريخ 14 جانفي
بعد هذا التاريخ توالت الاحداث تباعا، وكان ابرزها انتخاب المجلس الوطني التاسيسي في أكتوبر2011، اغتيال المعارضين شكري بلعيد و محمد البراهمي و التوقيع على دستور البلاد في ذات العام...
و اليوم و بعد 9 سنوات، ربما تكون تونس نموذجا للانتقال الديمقراطي السلمي، الا انها بقيت غارقة في الضيق الاقتصادي و الاجتماعي، فعلى الرغم من المكاسب التي حققتها الثورة و في مقدمتها حرية التعبير و التنظم، لا يبدو الوضع مختلفا كثيرا عما كان عليه، خاصة و ان مسببات ثورة البوعزيزي من فقر و بطالة تضخم و فساد مازالت متفشية حتى الان، علاوة على التحديات الاقتصادية و الاجتماعية التي تواجهها البلاد
و في صفاقس يعيش متساكنو عاصمة الجنوب على امل ان تعطي الثورة ثمارها و ان تنال الجهة نصيبها من التنمية و الاستثمار و خاصة ان يتم انجاز المشاريع المبرمجة بالجهة و المعطلة منذ سنوات