نقابات الاعلام تجمع على رفضها تعيين كمال بن يونس على رأس ''وات''
كما شدد المتدخلون خلال ندوة صحفية عقدوها بالوكالة إثر تعرض مقرها إلى اقتحام بالقوة العامة لفرض تنصيب الرئيس المدير العام المعين كمال بن يونس، على أن معركة الوكالة هي معركة للذود عن استقلالية القطاع الاعلامي التي صارت مهددة واختبار لمدى صلابة الصحفيين في الدفاع عن هذا المكسب.
من جانبها قالت نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أميرة محمد:''كنقابة وطنية للصحفيين التونسيين وجامعة عامة للإعلام نرفض هذا التعيين رفضا قطعيا، اليوم قدم بالأمن ولكن إلى متى سيظل الأمن يراقبه، وأبناء الوكالة سيقاطعون العمل وما عليه إلا أن يؤمّن عمل الوكالة بمفرده "
مضيفة بأن " الرئيس المدير العام المعين افتقد اليوم صفته كصحفي على اعتبار أنه استنجد بالقوة العامة التي اعتدت على زملائه الصحفيين بالثلب والشتم، وهي سابقة تقع للأسف لأول مرة في مؤسسة إعلامية ولم نشهد مثيلا لها حتى في عهد بن علي، وكل ذلك لأجل السيد كمال بن ين يونس وللسيطرة من خلاله على وكالة تونس افريقيا للأنباء ليمروا لاحقا للإذاعة والتلفزة وبقية وسائل الاعلام حتى يكونوا لهم سندا في خدمة أجنداتهم ومخططاتهم".
كما ذكرت محمد بأن بن يونس حلّ صباح اليوم وبرفقته ''ميليشا''، عدلا منفذا لزملائه بالوكالة، في أول أيام شهر رمضان، ولما استفسرته النقابة اصحب الأمن معه للدخول بالقوة لدخول المؤسسة
مشددة في هذا الإطار " نحن نساند أبناء الوكالة لأن معركة الوكالة ليست منفصلة وإنما هي معركة الإعلام ككل ويجب على الصحفيين من مختلف المؤسسات الالتحاق بزملائهم في الوكالة لمؤازرتهم لأن حرية واستقلالية القطاع اليوم على المحك وهم يختبروننا بدأوها بـ " شمس أف أم "و اليوم الوكالة" وغدا لا يعلم أحد على من سيأتي الدور في غيرها من المؤسسات " مشددة على أن " الوكالة للشعب ولأبنائها من الصحفيين العاملين فيها ومن خارجها ولا أحد سيغادر مقرها".
ووجه كاتب عام النقابة العامة للإعلام محمد السعيدي كلمة مباشرة لرئيس الحكومة قائلا " تأكد اليوم أن هذا التعيين سياسي وتحديدا من قبل حزب حركة النهضة التي ما انفك عدد من قيادتها يدعم الرئيس المدير العام المعين، وما قام به اليوم من اعتداء على الزملاء ودخول بالقوة فضيحة بأتم معنى الكلمة" مضيفا " اعتداءات اليوم مهزلة وإن كان يعتقد أنه سيواصل البقاء في الوكالة فنحن مستعدون للموت فيها للحيلولة دون وصوله أغراضه"
وقال متوجها لرئيس الحكومة " لقد قلتم إنكم لن تتراجعوا عن هذا التعيين، وإن أصررتم على ذلك فإن معرتكم ستكون مع الإعلام ككل ولن نتراجع، ففضيحة اليوم ليس لها سابقة".
ولفتت رئيسة فرع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بالوكالة، ألفة حبوبة، أن ما وقع اليوم من اعتداء على الصحفيين بمقر عملهم سابقة في تاريخ المؤسسات العمومية، أن يقتحم الأمن مقر الوكالة لتنصيب المدير العام لم تشهدها أي مؤسسة، دون وجه على اعتبار ان مجلس الادارة لم ينعقد".
ووجهت رسالة للمجتمع المدني الوطني والدولي والجهات، مفادها أن رئيس الحكومة هشام مشيشي يعتقد أن " السيد الذي عينه قادر على تسيير المؤسسة بالقوة والعنف من شأنه أن يمس من صورة تونس لدى المانحين الدوليين"
ودعت المشيشي إلى " تحكيم العقل وترجيح المصلحة الوطن على مصلحة الأشخاص على اعتبار أن تعيين شخص بقوة الأمن على رأس مؤسسة إعلامية من شأنه أن يمس من ترتيب تونس على مستوى حرية التعبير وحتى على مستوى مؤشراتها السيادية".أ
وكانت عناصر من القوة العامة اقتحمت بعيد ظهر أول أيام شهر رمضان مقر وكالة تونس افريقيا للأنباء بالعاصمة، واعتدت على الصحفيين والعاملين بها الرافضين للتعيين الجديد على رأس الوكالة، من أجل فرض مباشرة الرئيس المدير العام الجديد كمال بن يونس.
كما قاموا بإغلاق كافة أقسام التحرير وإخراج الصحفيين منها ومنعهم من دخول الوكالة، مما اضطرهم للمكوث أمام المقر .
وقد أثار تعيين كمال بن يونس على رأس الوكالة موجة من الاحتجاجات من أبناء الوكالة المطالبين بتحييدها عن كل التجاذبات السياسية.
كاتب المقال La rédaction