وزارة الفلاحة: الزراعة الحرجية طريقة واعدة للزّراعات المتناغمة مع البيئة
وأكّد كاتب الدّولة أهميّة المشروع المموّل من الاتّحاد الأوروبي Nexus-WEFE، مبيّنا أنّه يهدف الى مواجهة التّحدّيات المناخيّة، وتحسين وتعزيز كل من الزراعة والتنمية المستدامة وقدرة المجتمعات على مواجهة التّحدّيات المناخيّة والاقتصاديّة، فضلا عن الإدارة المستدامة للموارد الطّبيعيّة من خلال حلول قائمة على الابتكار والتكنولوجيا الحديثة.
وذكّر أنّ الفلاحة الحرجية هي ممارسة زراعية تتضمن دمج الأشجار في الأنظمة الأيكولوجيّة، حيث تهدف هذه المقاربة إلى دمج فوائد الأشجار مع فوائد الزراعات الأخرى، مما يعزز تنوع الإنتاج، واستدامة الأنظمة، وتحسين البيئة، مبيّنا أنّ مثل هذه الزراعات ما زالت حديثة على الرغم من أنّها تعد تقليديّة، في المقابل ما زالت الأبحاث العلمية في هذا المجال محدودة نسبيًا.
كما أضاف أنّه في تونس تعتبر الزراعة الحرجية عمومًا ذات نمط متوسّطي، حيث تتميز بزراعة أنواع مختلفة من الأشجار المثمرة، أبرزها أشجار الزيتون، تتخلّلها الزراعات الكبرى والخضروات، وهو ما عملت عليه عدّة منشآت تابعة للوزارة على غرار ديوان تنمية الغابات والمراعي بالشّمال الغربي والإدارة العامّة للغابات وديوان تربية الماشية والإدارة العامّة للتهيئة والمحافظة على الأراضي الفلاحيّة، في تنفيذ برامجها التنموية التي تتضمن عناصر الفلاحة الغابيّة.
وأضاف كاتب الدّولة أنّ الفلاحة الحرجية تمكّن الفلاّحين من توفير كمّيات كبيرة من المنتجات لتلبية احتياجاتهم اليومية المتنوعة، وأنّ غراسة الأشجار في صفوف متوازية في وسط المحاصيل، أو على حافة الزراعات يحسن من جودة التّربة، ويساعدها على الاحتفاظ بالمياه بشكل أفضل، ويحد من الانجراف.
وأكّد، أنّ تونس عملت على اعتماد المقاربات العالميّة للتنمية المستدامة وعملت على وضع استراتيجيات مختلفة لتنمية الفلاحة شبه الغابيّة على غرار نظام الواحات في الجنوب التونسي الذي يعتمد على الإدارة الرشيدة للمياه، والحدائق العائليّة وفق النمط الأندلسي كما هو موجود في عدة مناطق بشمال تونس، خاصة في تستور، كما اعتبر أنّ أنظمة الفلاحة الحرجية في تونس متنوعة جدًا.
وأشار الى أن الزراعة الحرجية تعد نموذجًا ملائمًا لتطوير الزراعة المستدامة، على الرغم من أن دورها في تحسين جودة البيئة، والحفاظ على سلامة النظم البيئية، وخلق مصادر دخل مستقرة ما يزال بحاجة إلى مزيد من البحث.

